دخل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احمد عيد مرحلة جديدة من تاريخه الرياضي كونه أول رئيس يصل لكرسي رئاسة الاتحاد عن طريق الانتخاب منذ تأسيس الاتحاد عام 1956م بعدما حسم معركة الانتخابات بفوزه ب32 صوتا مقابل 30 لمنافسه خالد بن معمر الذي نال 30 صوتاً ليكسب ثقة ناخبيه ويؤكد وصوله لرئاسة الاتحاد بعد أن كانت الترشيحات كافة قبل الانتخاب تصب لمصلحة المرشح الآخر. ولم يكن عيد المولود 1946م غريبا على اتحاد الكرة فهو الذي عشق كرة القدم ومارسها كلاعب بالنادي الأهلي وهو ابن 15 ربيعا كما قاد المنتخب السعودي في العديد من المحافل الدولية والإقليمية كحارس دافع عن ألوان المنتخب بكل فدائية وبسالة، وحصل على أفضل حارس بدورتي الخليج 1970-1972م. ويعد أحمد عيد الرئيس الخامس للاتحاد السعودي، وقد تولى في شهر مارس الماضي رئاسة اللجنة المؤقتة لإدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد استقالة مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الأمير نواف بن فيصل. وكان عيد قد أعلن عن برنامجه الانتخابي خلال الحفل الذي أقيم بمناسبة الانتخابات إلى جانب منافسه خالد بن معمر، إذ وضع كل منهما طموحاته وأهدافه عبر هذا البرنامج خلال المناظرة التلفزيونية الخاصة بالانتخابات، وقد حاول عيد جاهدا خلال فتره تكليفه برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم إحداث فوارق في الكثير من الأمور المتعلقة بالاتحاد. وقد اثبت استحقاقه لرئاسة الاتحاد خلال فترة الأربع سنوات المقبلة وذلك لقدرته على أحداث فوارق في الاتحاد خلال بضعه اشهر فقط من توليه لرئاسة الاتحاد عند استقالة مجلس الإدارة السابق. ورغم ما أحدثه من تغيير ظل مكتوف الأيدي كون مهمته آنذاك تسيير أمور الاتحاد فقط وعدم امتلاكه الكثير من الصلاحيات. و حرص عيد أن يكون برنامجه الانتخابي خلاصة خبرته الكبيرة في المجال الرياضي وخلاصه اللقاءات الكبيرة لكثير من الخبراء في المجال ومن الاتحادات المختلفة. ورسم الخطط الممنهجة لرفع مستوى الكفاءة لدى الاتحاد لكنه في نفس الوقت طالب بإعطائه الوقت الكاف لتحقيق كافة طموحاته. الحلم والحقيقة انتهى وقت الأحلام وتطييب النفوس بالكلام المعسول الذي كان معتمدا قبل الفوز عبر البرنامج الانتخابي، ومايجب أن يعيه الرئيس المنتخب أن حلمه قد انتهى وهو يعيش حاليا في اليقظة وحقيقة فوزه بكرسي الرئاسة والذي لن يكون ورديا كون وقت الكلام انتهى إلى غير رجعة أو مداراة بالمجاملة، كون المرحلة الحالية مرحلة عمل ومحاسبة قد حددها عيد عبر برنامجه الانتخابي الذي سيتحرك الآخرون من خلاله والتفتيش في كل صغيرة وكبيرة منه في حال لم يطبق أو يعمل بما وعد به وماحمله ملفه الانتخابي الذي أتى به رئيسا للاتحاد. وإذا كان احمد عيد أكد في حديثه بعد فوزه مباشرة أنه لم يرتح منذ بدء برنامجه الانتخابي، وأن نومه لم يكن منظما ومتقطعا على غير العادة، كاشفا الإجهاد الذي عانى منه طيلة الفترة السابقة لمشروعه الانتخابي، فإن ذلك الإجهاد لن ينتهي والتعب والألم لازال في بدايته وسيكبر كلما مر الوقت لأن المسؤولية ليست بالسهلة خصوصا ووضع الكرة السعودية يعيش وضعا يحتاج عملا مضاعفا ليعود زاهرا كما كان في السابق، فمن صفق ورفع صوته ضجيجا لفوز عيد فإن ذلك التصفيق سينقلب عندما يلوح أول انكسارا أو إخفاقا لأحد المنتخبات السعودية التي تنتظرها مشاركات عدة إلى جانب مشوار الأندية آسيويا والتي تنازلت عن كأسها منذ 2005 كأخر لقب لنادي الاتحاد. عمل التغيير الآن بدأ وقت العمل، والمسؤولية ليست بالسهلة فهل يستطيع عيد حمل هذه المسؤولية على عاتقه وتنفيذ برنامجه الانتخابي الذي وعد به ؟ وهل يستطيع الصعود بالاتحاد وإعادة هيبة المنتخبات السعودية بالرغم من تراجعها وابتعادها عن المنافسة طيلة العشر سنوات الماضية باستثناء بطولة الخليج. والسؤال الذي يتبادر إلى أذهان الجميع ماذا سيقدم الاتحاد لعيد ليتمكن من ممارسة عمله وبرنامجه الانتخابي خلال الفترة المقبلة ؟ يجب علينا كإعلاميين وكذلك على أعضاء الجمعية العمومية منح عيد الوقت الكافي ليتمكن من تنفيذ ما وعد به من أعمال وبرامج تطويرية للصعود بالاتحاد، وليس من العدل التربص به قبل منحه الوقت لنصدر الحكم عليه بعد أول بطولة يخرج منها المنتخب صفر اليدين. ولعل المهمة الأكبر لعيد حاليا هي محاولة جذب عقود الاستثمار وحل الأزمة المالية التي يعاني منها اتحاد القدم والتي أصبحت العنوان الأبرز مؤخرا خصوصا فيما يتعلق بحقوق الأندية.