يقول الذي ما تاه في بدعه البنا فهيمٍ لصعبات الأمور فطين مولفه بالصدر ما كنت كاميه وكل خفيٍ للعباد يبين يا مل عينٍ من ليالٍ مساقمه وجسمٍ من اسباب الزمان اذهين يبات خلي البال بالنوم راغد وعيني عن لذا المنام اعدين فقلت لها يا العين لا تشمتين بنا يفرح علينا مبغضٍ ولعين وقالت لي النفس مانيب صابره فقلت اصبري فن الصبر حسين اراعي نجوم الليل عند افتراقه وكثير نومي بالفراش ونين على صاحبٍ هو عندي اغلا من الملا عشيري بأيام الشباب حسين غدا به ملك الموت واغتاله البلا وله الله عن صعب الأمور عوين لا واسفا بالشيخ قيدوم عيله اذا الخيل بالجوخ الجديد أكسين فياما صخا من صخية جاهليه من مهرةٍ قبا وكل حسين له الحل مني كل مانا ذكرته ولا له عندي بالعباد وزين ياليته مربوطٍ ورا شط فارس وكلٍ ما تملك ايديه يعين ولا فيم الشام عني مغرب كان الرجا به متة وسنين فيا راعي القبر الذي حيل دونك عليك اعيون الرامقين اعمين يا قبر ياما فيك من البر منسف ومن مردمٍ للهاشلين سمين تباشر به الهشال في ليلة الدجى الى جت مواعين الزهاب اخلين فله قروةٍ تندا على اللين والقسا ودايات بيته بالمعاش اشقين ذا صادرٍ منها وهذاك وارد وجهه على كثر الورود يزين تعيش اليتاما في ذرا ظل بيته لو ركبت عسر السنين بشين وبابه على طول الليالي مشرع عليه السواف الذاريات اسنين فلا وا حسينٍ زبن عقب السريه لعاد هو من طردهن اغدين وثارا المثارا والعوادي تناطحوا فهو لتال الجاذيات ظمين الا وا وجدي على حسين وجد من غاله البلا وخلف شيابه يوم صار رهين(1) او وجد اللي دهاها زمانها وزاد ابكاها من فراق جنين أو وجد مديٍ قليلٍ قماشه وحيدٍ والله بالعباد عوين ينام من الوجلا مخيفٍ وناعس من خوف مسلوب الحدود سنين او وجد راعي ابلين وبيتين حاشهن جرسانهن عند النشير دنين اكبار الجواشن يزرع القلب شوفه قدحانهن عند النشير ملين جاه العوادي في شريقٍ نهابه فلما ان راح المال قيل اغدين فلا هذا ولا ذاك بكبر ليعتي من اللي غدا عنه الشجاع حسين والله لولا خوفتي تشمت العدى اخاف من حالٍ علي تبين لا اجاوب الورقا بعالي انجوعه ولو عيوني من بكاه اعمين الشاعرة: جاء في تقديم النص"مقالت العايدية بزوجها حسين يوم يتوفا"فلم يذكر من أسمها سوى أنها العايدية وأن اسم زوجها حسين وربما كانت العايذية، ويظهر على مطلع القصيدة أسلوب شعراء القرن العاشر وما قبله ولو رجعنا إلى عايد من جذام لوجدناها في القرن السابع الهجري في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة العربية ومكلفة من مماليك مصر بحماية قوافل الحجيج إلى أطراف المدينة قبيلة بدوية متنقلة وشيخها محمد ابن مهدي العايدي بينما نجد أن عائذ وفي القرن الثامن الهجري يذكرها ابن فضل الله العمري وأنها مستقرة في وادي القرى في نجد وان بلادهم بلاد خير وزرع، وبالرجوع إلى دلالات النص نجد ما يلي: 1- نجد قولها"ولا فيم الشام عني مغرب"فيدل على بعد أرض الشام عن موطنها وبالتالي ينفي بني عايد الذين هم على أطراف الشام ويثبت عائذ الذين هم في نجد. 2- نجد قولها"وبابه على طول الليالي مشرع"يدل على أنه مستقر في قرية ينفي عايد ويثبت عائذ الذين لهم بلاد عامرة وأهل زرع في نجد. إذاً هي الشاعرة العايذية زوجة حسين. دراسة النص: هناك أبيات عليها طمس في المخطوط او لسوء الخط لذلك لم أوردها، ويتميز هذا النص بأنه يوثق لهجة الشاعرة ويعكس حياة المجتمع في ذلك الزمن ووفاء الزوجة لزوجها، وقد بدأت الشاعرة قصيدتها بامتداح مقدرتها الشعرية في نظم قصيدة محكمة وتعاملها بذكاء مع الأمور المعقدة فقد حاولت كبت مشاعرها ولكنها لم تفلح فلابد للخفي أن يظهر للناس، فد اسم السهر عينيها وأثر على جسمها فحينما ينام خالي البال فهناك من يحرمها النوم ود خاطبت عينيها بأن لا تجعلها عرضة لشماتة حاسد أو عدو ولم تستطع أن تلزم نفسها بالصبر ولذلك هي تسامر النجوم إلى أن يذهبن ولا تتوف عن الأنين في فراشها، وكل ذلك حزناً على أغلا الناس لديها وهو العشير من أيام الشباب وزوجها حسين الذي توفي متحسرة عليه فقد كان شيخ القبيلة والمقدم في معاركها، وهو السخي الذي يكثر البذل من الخيل الأصيلة والأشياء النفيسة، ثم أنها تحلله مسامحة إياه عندما تتذكره وتؤكد أن في قلبها لا أحد من الناس يعادل منزلته، وتتمنى لو أنه كان أسيراً في بلاد الفرس فيقومون بافتدائه بكل ما يملكون أو أنه قد ذهب مغترباً إلى الشام لتنتظر عودته سنوات طويلة، ثم تخاطبه بصاحب القبر الذي لا تستطيع أن تصل إليه، وأن الدمع قد أعماها من كثرت البكاء وتخاطب القبر بأنه يضم من كان يقدم موائد الطعام للضيوف القادمين من الصحراء ويذبح لهم الإبل السمان بل أن هؤلاء الضيوف يبشر به كل منهم الآخر ويقصدونه في الليالي المظلمة عندما يقل فيها الزاد وأن له (قروة) وهي الإناء الخشبي الكبير الذي يقدم الطعام للضيوف وهي دائما ما تقطر منها الدهون في أيام العسر أو اليسر دلالة على استمراره في استقبال الضيوف وإعداد الولائم التي أرهقت خادمات منزله بإعدادها وأن أفواج الناس بين قادم ومغادر على بيته بل أن بكثرتهم يظهر السرور على وجهه، وهو ملجأ للأيتام فيعيشون في كنفه عندما تشتد عليهم السنين، وأن بابه لا يغلق بل أن التراب الناعم الذي تجلبه الريح قد تراكم عليه من سنوات نتيجة فتحه الباب،ثم تنعاه متحسرة وتصفه بالشجاع الذي يلوذ به الفرسان تنهك خيلهم من الطراد فيخافون أن يدركهم العدو وهو ضامن لحمايتهم من فرط شجاعته،ثم تتوجد عليه مشبهة حالتها بحالة الشاب الذي أخذ أسيراً وترك والديه كباراً لا أحد عندهم،أو بحالة المرأة التي مات صغيرها،أو بحالة الذي يجلب القماش وهو وحيداً لا يستطيع النوم من شدة الوجل والخوف أن يهجم عليه من يغتاله،أو بحالة من يملك قطيعين من الإبل الضخام التي تسر الناظر إليها كثيرة الدر،وقد نهبها الأعداء مع الصباح الباكر ولم يعد لديه شيء منها،لتؤكد أن جميع مصائب هؤلاء لا تقارن بمصيبتها في زوجها حسين، وتقسم بأن الخوف من شماتة الناس هو الذي يمنعها من رفع الصوت بالبكاء مجارية بذلك صوت الحمام الحزين. الهوامش: 1- البيت مختل الوزن نتيجة خلط من الراوي وأوردته دون تعديل.