بحاجة لزوج * ترددتُ كثيراً قبل أن أكتب لك، برغم أني من المتابعات لما تكتب في جريدة الرياض، ولكن قررتُ في آخر الأمر بأن أكتب لك مشكلتي، لأنها قد تكون أيضاً مشكلة غيري من النساء، وبرغم ما في مشكلتي من جانب قد يكون مُحرجاً إلا أنه بالنسبة لي مشكلة أعُاني منها وأعتقد بأن بعض السيدات في المجتمع ممن هن في مثل وضعي قد يُعانين من هذه المشكلة. سيدي أنا سيدة في الرابعة والثلاثين من العمر، أرملة لها أربعة أطفال، توفي زوجي قبل عدة سنوات وترك لي أربعة أطفال ووضعي المادي جيد جداً، فأنا أيضاً أعمل في وظيفة بمرتب جيد ولي دخل آخر يجعلنا نعيش أنا وأطفالي في وضع جيد، لكن مشكلتي بصراحة هو أني أفتقد الرجل في حياتي، وبصورة أكثر وضوحاً أفتقد الحياة الحميمية، ولا أستطيع أن أخبر أحداً بهذه القضية، خشيةً من أن يُفسّر هذا الأمر بصورةٍ خاطئة. قلت لوالدتي بأني أفكر في الزواج واني بحاجة لزوج، ولكن والدتي قالت لي أن أعيش لأولادي ويجب أن أفكرّ في مستقبل وحياة أبنائي، وأن أترك التفكير في الزواج وجلب رجل قد يكون مؤذياً لأولادي، فالأم يجب أن تهب حياتها لأولادها، وسألتني ماذا ينقصك؟ تعيشين في بحبوحة من العيش وكثيرات يحسدنك على وضعك المادي وليس هناك رجل يُنغص حياتك!. مشكلتي أنني لا أستطيع أن أقول لوالدتي بأني أفتقد العلاقة الحميمة مع رجل يكون زوجاً لي، لأني فعلاً أفتقد هذا الجانب في حياتي. تقدّم لخطبتي رجال كُثر، ولكن أكثرهم كان يرغب في زواج مسيار، وأنا لا أرغب في هذا النوع من الزواج، وإن كنتُ أحياناً أفكر بأن أتزوج فعلاً زواج مسيار رغم علمي بأن أهلي لن يوافقوا على ذلك. لا أدري كيف أحل مشكلتي، فأكثر أفراد عائلتي يرفضون فكرة زواجي بسبب أطفالي،وأنا أشعر أني بحاجة فعلية لرجل في حياتي، ولكن لا أستطيع أن أُفصح عن السبب الحقيقي لأهلي لرغبتي في الزواج. دائماً أهلي يُسمعونني كلاما، مثل : ماذا ينقصك في حياتك؟ حتى تبحثين عن رجل قد يُعكّر صفو حياتك أنت وأولادك!. ألتزم الصمت ولا أستطيع أن أجيب بالسبب الحقيقي لرغبتي في الزواج لأنه غير مسموح للمرأة أن تُفصح عن رغباتها الجسدية وحاجتها لرفيق حياة،خاصة وأنا أعتقد بأني لازلتُ صغيرة وأحتاج لرفيق يمنحني الحب والحنان والجنس، لأن اولادي لا يمنحوني هذه المشاعر والأحاسيس، لا أدري ماذا أفعل لكي أُفهم أهلي وأفراد عائلتي حاجتي الحقيقية؟. ج. س - سيدتي الفاضلة، لا أخفي أمراً إذا قلتُ لك بأن قصتك هذه ليست الأولى التي تمّر عليّ، فقد مرّ عليّ في العيادة سيدات لديهن نفس المشكلة، ويُعانين من نفس المعاناة التي تُعانين منها. يجب أن نتذكّر بأن الغريزة الجنسية في الإنسان؛ ذكراً كان أم أنثى وضعها ألله سبحانه وتعالى حتى يتم التكاثر بين البشر، وأن يتم إشباع هذه الغزيزة عن طريق الزواج الذي حث عليه الدين الأسلامي. مشكلة سيدة في مثل وضعك هي مشكلة فعلا مُعقّدة، فأنتِ سيدة أرملة لك أربعة أطفال، والمجتمع عندنا في أكثر الأوساط، يُريد من المرأة أن تتفرّغ لرعاية وتربية الاولاد، لكن يتناسى حاجة المرأة لرجل؛ رفيقاً لدربها ويمنحها الحب والحنان وكذلك العلاقة الحميمة التي تحتاجها المرأة مثلما يحتاجها الرجل. نعم، هناك فروق في الرغبة الجنسية بين النساء، فبعضهن لا يُشكّل الجنس أمراً هاماً وضرورياً بالنسبة لهن، ولكن ثمة نساء آخريات يفتقدن الجنس ويشعرن بأنه مهم في حياتهن وأنهن بحاجة لزوج لتلبية رغباتهن الجسدية كما هي الناحية العاطفية. المشكلة أن كثيرا من الأهل لا يعرفون هذه القضية،ولا يشعرون بأن الجنس قد يكون ضرورة عند بعض النساء، وهن بحاجة فعلية لزوج لكي تعفّ نفسها، لذلك يطلبون من المرأة إذا ترمّلت أو تطلّقت ولديها أولاد، أن تبقى لكي تُربي أطفالها ولا ينصحونها بالزواج مرةً آخرى، لكي لا يتضرر الاطفال. أعتقد أن سيدة في مثل وضعك، فأنتِ فعلاً في سن صغير، ومن حقك أن تتزوجي مرةً آخرى بالطريقة التي ترينها مناسبة بالنسبة لكِ ولأطفالك. أعتقد أنك بحاجة لأن تُقنعي أهلك بحاجتك إلى زوج بطريقة غير مباشرة، لأنك فعلاً بحاجة لزوج يمنحك ما ترغبين فيه من جميع المشاعر والعاطفة. أرجو لك من الله التوفيق وأن يُذلل الله الصعوبات التي أمامك وأن تحظي برجلٍ مناسب لك من جميع الجهات وأن يكون أباً آخر لابنائك.