قلت لبروفيسور ألماني كان يجلس بجانبي: الكثير من الشعب العربي يحبون "هتلر".. سكت لبرهة وقال: عرفت الآن سبب تخلف العالم العربي، تمجدون "الطاغية" وتنسون القائد الوفي .. ذلك الجواب جعلني أقف مذهولاً من التحليل المنطقي والسريع لذلك البروفيسور فأغلب الشعب الألماني ان لم يكن بأكملة يكرهون الولوج في الماضي وخصوصاً مرحلة "هتلر" لأنهم يرون انها مرحلة تقهقر لألمانيا ويرون انه ليس من البطولة ان تكون قائداً للحرب والقتل والدمار بل وينكرون أن هتلر ينتمي لألمانيا وانه بالأصل نمساوي الجنسية .. ذلك الكره ليس لسبب شخصي او عنصري او طائفي بل لأنهم وصلوا لمرحلة اليقين بأن الحرب والدمار والقتل لن تكون مهما كان الأمر سبباً في عظمة أي أمة في أي زمن من تاريخ البشرية .. تلك النظرية التي تنص على أن العلم والعمل والبناء والسلام هي دعامات النجاح لأي أمة هي نظرية عظيمة وهي نفس النظرية والرسالة التي جاء بها محمد صلى الله علية وسلم فأول كلمة نزلت علية هي "أقرأ" وهي تعني العلم الذي هو أساس تقدم الأمم وتطورها ونموها وعظمتها .. "استثمار العقول" هو الاستثمار الحقيقي للإنسانية وهو أساس تقدم تلك الأمم وليس بتطوير آلة الحرب والدمار او بتطوير الجيوش الضخمة فالتخلف يتناسب طردياً مع حب السيطرة بالقوة والتباهي بالانتصارات الوهمية التي تستنزف الخيرات والشعوب وتجعل الحياة بلا قيمة.. "استثمار العقول" بالعلم والمعرفة وتعمير الأوطان هو سر وجود الإنسان في هذا الكون وهو قيمتة الحقيقية في وقته الحاضر وفي داخل كتب التاريخ وتجعل منه صاحب رسالة سامية يستطيع من خلالها الوصول الى مصاف الأمم العظيمة .. مايجعلنا نكن لوالدنا "عبدالله بن عبدالعزيز "التقدير والاحترام والحب هي سياستة الحكيمة العظيمة في استثمارة في التعليم والجامعات والابتعاث فهذا هو القائد الوفي الذي يريد لأمته أن تكون على أُسس صحيحة قوية في رحلتها للبناء.. حتى على المستوى العائلي "استثمر عقول" أبنائك وأجعلهم يحددون في أي مجال بإمكانهم أن يكونوا مبدعين ودعونا نلغي ثقافة العيب التي حبست عقول عظيمة في حقبات زمنية ماضية كان الوطن في أمس الحاجة لها ولم يجدها..