** هناك من يصنعون التاريخ.. ** وهناك من يصنعهم التاريخ.. ** وإذا كانت مجلة (فوريس) الأمريكية الشهيرة قد اختارت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووضعته في قائمة العشرة الأوائل من بين قادة العالم ومفكريه وصانعي تقدمه من بين سبعة وستين شخصية بارزة هي الأكثر تأثيراً في هذا العصر..فلأنها أدركت مدى عظمة الإنجازات التي قدمها ليس لهذا الوطن فحسب ، وليس للأمتين العربية والإسلامية فقط..وإنما للإنسانية جمعاء.. ** صحيح أن الرئيس الأمريكي أوباما..حقق بفوزه بالرئاسة في الولاياتالمتحدة انقلاباً في تفكير الشعب الأمريكي غيَّر معه الكثير من الثوابت والمسلمات.. ** وصحيح أن الرئيس الصيني "هوجينتاو" قد أخرج بلاده من دوائر الظلام والتخلف والعزلة وجعل منها المارد الذي بات يخشاه الأقوياء في هذا العالم ويحسبون حسابه.. ** صحيح أن الرئيس الروسي السابق (رئيس الوزراء الحالي) "بوتين" قد خرج ببلاده إلى بر الأمان وجنبها الانهيار الثاني بعد سقوط الاتحاد السوفيتي المريع.. ** لكن الأكثر صحة هو..أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أخرج العالم كله من دوامة الحروب والصراعات والتوترات إلى عالم الحب والتسامح والانفتاح والتعايش بمبادرته التاريخية التي باركها قادة العالم في نيويورك العام الماضي وتبنوها في أجنداتهم السياسية وفي خططهم وبرامجهم وتوجهاتهم الثقافية وفي خطابهم الإعلامي.. ** ولعل أكبر دليل على المنحى الجديد الذي اتجه إليه العالم الآن بقوة وبعد هذه المبادرة ، هو تبني الرئيس الأمريكي (أوباما) لمشروع (عالم خالٍ من أسلحة الدمار الشامل) وإبرامه سلسلة اتفاقات مبدئية مع روسيا لنزع سلاح البلدين التدميري الذي كان سبباً في اشتعال الحرب الباردة بين البلدين على مدى الثلاثين عاماً الماضية..وكذلك دعوته الشركاء الأوربيين إلى تبني برامج مشتركة في هذا الصدد ودعوته ودول مجلس الأمن الخمس زائداً ألمانيا لإيران إلى إيقاف برنامجها النووي..والأكثر من هذا إعلانه عن توقف أمريكا عن سياساتها القديمة ذات السطوة والاستعاضة عنها بسياسة تعزيز المصالح وتكاملها مع الدول والشعوب الأخرى.. ** حدث كل هذا بعد أن قاد الملك عبدالله بدعوته الحضارية مجتمعات الدنيا إلى نمط جديد من التفكير نزع به فتيل الكراهية والأحقاد..وأحل محلها شراكات عضوية مع كافة دول العالم تقوم على أساس تبادل المصالح وتنميتها وتقاسم فرص التقدم والنماء.. ** ولم يكتف الملك عبدالله بذلك بل أسهم بفعالية في تجنيب العالم كارثة مالية واقتصادية خطيرة عندما وظف قدرات المملكة وإمكاناتها البترولية في ضخ المزيد من الرخاء والتنمية والسيولة المتداولة وبما اتبعه من سياسات فعالة أسهمت في خفض معدلات التضخم وساعدت على إعادة التوازن للاقتصاد العالمي وذلك بما طرحه في قمم الدول العشرين.. ** كل هذا حدث بأبعاده الثقافية والاقتصادية والسياسية والأمنية في آن معاً.. ** لتأتي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وتكون بمثابة حلقة إضافية جديدة في منظومة التفكير العالمي الجديد الذي يوفر حلولاً معرفية متقدمة لمشاكل العالم ويدعم اقتصاداتها وينتشلها من براثين الفقر والجهل والتخلف..جنباً إلى جنب دعوته لإنقاذ البشرية من الحروب والصدامات الحضارية بفعل التناقضات الفكرية الحادة بينها.. ** فكيف لا يكون الملك الإنسان على رأس قائمة العشرة الأول المبدعين في هذا العالم.. ** إن هذا الاختيار يجعلنا نحن أبناء المملكة في موقع متقدم من ذاكرة العالم..هو موقعنا الحقيقي..كبلد وجدت فيه أعظم رسالة إلى الإنسانية جمعاء.. ** ومن حقنا أن نشعر بالسعادة لهذه المكانة التي وضعنا فيها الملك.. ** ومن حقه علينا بعد ذلك أن نقتفي أثره ونرتفع إلى مستوى طموحاته..ونشاركه في صنع تقدم الإنسان بعد أن أصبح هو صانع تاريخ..&& ضمير مستتر: ** ليس من يصنع التاريخ كمن يصنعه التاريخ..خلوداً في عقل الإنسانية وذاكرتها..