لا يختلف اثنان على أهمية وجود صانع لعب لأي فريق كون صانع اللعب هو اللبنة الأساسية لصناعة الإنجازات والبطولات الذهبية بمختلف أنواعها وأشكالها، بل إن صانع اللعب في بعض الأحيان ربما يتسبب في إبعاد الكثير من المدربين، وكذلك اللاعبون المحترفون لاسيما المهاجمين منهم، وهذا ما قد نعيشه في الأيام المقبلة في بعض الفرق الجماهيرية، هذا الواقع لصانع اللعب المميز عاشه الفريق الأهلاوي من خلال مرحلتين الأولى في العام الماضي بوجود المبدع كماتشو الذي تغنت به الجماهير الأهلاوية كثيرا مما جعل من فيكتور والحوسني نجمين فوق العادة من خلال تسجيل الكم الهائل من الأهداف محليا وخارجيا هذا التوهج الجميل أثمر عن حصد أغلى البطولات المحلية للأهلي من خلال تحقيق البطولة الأغلى بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله ورعاه-، ليس هذا فحسب بل امتد العطاء إلى البطولة الآسيوية في المرحلة الأولى للمجموعات التي حل فيها الأهلي ثانيا بعد سباهان الإيراني قبل رحيل كماتشو هذه البطولة التي حل فيها الأهلي ثانيا بعد أولسان الكوري الجنوبي بعد هالة إعلامية توجت الفريق قبل قبل خوض نهائي البطولة. أما المرحلة الثانية والعصيبة التي لايزال الأهلي مترنحا فيها ما بين مباراة وآخرى فهي المرحلة الحالية في مسابقة دوري "زين" والتي شهدت التعاقد مع ما يسمى بصانع لعب الأرجنتيني المقلب موراليس، هذا اللاعب العادي الذي كلف الخزينة الملايين من الريالات،ومع ذلك فلم يقدم ما يشفع له إلى الآن لاستمرار التوهج الأهلاوي المفقود، وبقي حبيسا لدكة الاحتياط الأمر الذي أفقد المهاجمين فيكتور والحوسني الحس التهديفي للمباريات خصوصا الأخير الذي تغنت به جماهير الأهلي من خلال لقب "العمدة". علة الأهلي واضحة للعيان الصغير قبل الكبير متى ما أراد القائمون في الأهلي التوهج لفريقهم واستمرارة في حصد البطولات والإنجازات كون الفريق مكتمل في أغلب خطوطه باستثناء بسيط في خط الدفاع، لكن وجود صانع اللعب المميز يستطيع الفريق من خلاله طمس هفوات الدفاع القاتلة من خلال إمداد خط الهجوم الحالي بوجود كوكبة من الشبان المبدعين الذين سيخدمون الأهلي والكرة السعودية لسنوات قادمة أمثال معتز الموسى ومحسن العيسى ومصطفى بصاص ووليد باخشوين وعتين ومن خلفهم الفنان تيسير الجاسم وبالتالي فإن هذه الكوكبة بوجود صانع اللعب الجيد تستطيع أن تزرع الابتسامة في قلوب المحبين للكيان الأهلاوي. عموما الأهلي يعاني وسيظل يعاني مالم تتدارك الإدارة الأهلاوية هذه المشكلة التي ربما يطال صداها الكثير ممن يعملون في الفريق لاسيما المدرب الذي يشهد هجوما من بعض المحللين والنقاد الذين يطالبون برحيلة بالإضافة إلى الحوسني الذي لا يلام في ظل عدم وجود صانع لعب للفريق الأمر الذي أعلنه صراحة رفيق دربه التهديفي فيكتور إعلاميا بأن الفريق بحاجة ماسة لصانع لعب ماهر ليعود الفريق متوهجا كما كان. وأخيرا أهمس لمحبي الأهلي بعدم تكرار خطأ 2007 - 2008 حينما استغنت الإدارة عن المدرب الذي أعاد الأهلي للأذهان الصربي نوبوشا الذي حقق للأهلي إنجازين رائعين من أمام الغريم التقليدي الاتحاد من خلال تحقيق بطولة كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بوجود اللاعب المبدع والمميز كايو الذي رحل هو الآخر في تلك الفترة التي شهدت توهج مالك معاذ في هجوم الفريق ليأتي المدرب الألماني بوكير الذي حطم الفريق بنتائجه المخيبة للآمال، فجاروليم مبدع وفيكتور والحوسني ماهران وباليمينو جوكر بالإضافة لمن معهم من الشبان المبدعين المحليين الذين ينقصهم صانع لعب يضبط إيقاعهم الموسيقي داخل الملعب، فهل تعي إدارة الأهلي ذلك، أم تكتب لفريقها النهاية العاجلة من خلال الانصياع لرغبات متسرعة ؟