ليس هناك منفذ لإيران من الحصار الدولي المفروض عليها غير نافذة العراق، لإنقاذ اقتصادها المنهار، الذي يتجرع آلامه الشعب الإيراني بعد تدهور العملة وسوء المعيشة، مما خلق قاعدة شعبية كبيرة في مواجهة حكومة الملالي بالكثير من المواجهات والمصادمات، ضد ما تقوم به من إفراغ خزينة الدولة، في سبيل ما تغدقه من أموال، لأجل طموحاتها التوسعية في الشرق الأوسط. ليتحقق حلمها المزعوم بالإمبراطورية الفارسية، والعاملة بدائب على زعزعة الاستقرار بالدول العربية، تأتي الدول الخليجية في مقدمتها، والتي تحاول أن تحيط بها كما يحيط السوار بالمعصم، غير عابئة بجيرة إقليمية أو قوانين دولية مانعة للتدخل بسيادات الدول الأخرى.. ولكن إيران لا تكترث بكل المعايير والمقاييس الدولية، فيما تقوم به من تدخلات سافرة، الأمر الذي ليس بخاف عن الكل، فيما يصدر من تصريحات وتهديدات ملالية إيران، يعقبها أفعال أدواتها التنفيذية النفعية، في كلا من البحرين والعراق ولبنان وسوريا وصعده. حتى غزه حيث حماس، والفصائل الفلسطينية المتناحرة في مقدمتها { الجهاد ممن يتلقون الدعم الإيراني السخي. الذي عزز من تقاتلهم، ممن لاتهمهم قضيتهم بقدر ما تهمهم المكاسب. مثلما هي إيران لاتهمها القضية الفلسطينية، وإنما تتخذها وسيلة نحو غاية، وغايتها إضرام النار بالجسد العربي، وما مشكلة غزة الأخيرة إلا مفتعلة ولا تحتاج لشرح. ففي كل مشكلة عربية - فتش عن إيران - ستجدها حاضرة. بمن يمثلها. الحكومة المالكية هي واحدة من أدوات التنفيذ للمطالب الإيرانية.. وهي من يمثل خطوط الإمدادات المالية والنفطية والعسكرية، والشاهد الحاضر، خط الإمداد المتواصل للحليف السوري، الذي يقتل شعبه بالمال الإيراني والسلاح الروسي.. النافذة العراقية مازلت مشرعه ومترعة بالمفاجآت الإيرانية، فيما نسمعه ونشاهده كل يوم، سيان كان مصدره الحكومة المالكية أو الحكومة الملالية، فكلاهما بالهوى سوى، حينما يجمعهما المذهب ومن ثم الانتماءات، الشيء الذي لم يكن بصالح العراق العربي، بل بصالح إيران، وقد نجحت الأخير بالهيمنة على العراق، والتحكم به كلية، بعدما ناءت به الحكومة المالكية عن المنظومة العربية.. البعض من العرب وحكومات دول الخليج العربي على وجه الخصوص، تحاول جاهدة إعادة تأهيل العراق تأهيلا عربيا بالمحافظة على سيادة أرضه وقراره، فلم يعد مقبولا من إيران الهيمنة عليه. لذلك هناك مؤشرات مبشرة تشير بقرب إغلاق النافذة العراقية المشرعة. بعد كسر شوكت ثلاثي محور الشر الإيراني الروسي السوري!! المتمثل بالعنت والصلف الدائرة رحاه في سوريا، وكل له حساباته، فإيران تريد من سوريا محورا لها لإفساد الوطن العربي وإغراقه بالمشاكل ونشر هلالها الشيعي، وروسيا هي أيضا تريد البقاء بالشرق الأوسط من خلال قاعدتها العسكرية في الساحل السوري - طرطوس- أما النظام السوري فأنه لم يخطر بباله أن الشعب السوري الأبي سيقتلعه يوما ما نتيجة معاناة الشعب السوري من ظلم واستبداد من زمن الأب حافظ لزمن الابن الوريث بشار وحكمه الفاشي، وهو ما أطال الحرب السورية لقرابة العامين جراء المساعدة المالية والعسكرية من حلفائه روسياوإيران، بل النافذة العراقية الإيرانية المشرعة امدادا وتمدداً، وإلا لكان انتهى أمر طاغية دمشق من بداية الثورة السورية المجيدة.