الرجل أولاً (مجبر أخاك لا بطل) ويُغضب ثقافة مجتمعاتنا عند البدء بالتأنيث أي (Ladies first) ولا يتناسب مع قناعاتهم إلا إن أفصحنا عن أن الحديث حول الزلل والخطأ والكبوة حينها لا مانع من حصر النقاش على النساء ورصد كل تاء تأنيث ونون نسوة لتختتم كل كلمة أو جملة حوار. وللإنصاف وتحري شيء من الدقة يفترض بنا أن نقر أن حال الأنثى حزين حتى هناك عند المتحضرين والمطالبين بالمساواة فليست إلا شعارات غوغائية وأوهاماً إن تحقق شيء منها فذلك لا ينفي أن المرأة عندهم استعملت كدمية لترويج السلع بمختلف أنواعها وأشكالها وصور العرض، جعلوها كنصب وتمثال جميل ملون وحي بل قد يشترط أن تتعرى لذات الهدف التسويقي، وهي تعمل في كل المجالات حتى تلك التي لا تتفق مع بنائها الجسدي والنفسي، ولا تليق بضعيفة بنية ورقيقة إحساس، ولا ملام عليهم وذاك طابعهم ولكن اللوم على من تغنوا بتسمية "مجتمعات ذكورية" مع أن المفترض أنهم على شرع كتاب وسنة، ونهج دين حفظ المرأة ووصى بها خيراً، وإن جاء في محكم التنزيل (وللرجال عليهن درجة) فهم جعلوها درجات ومراحل ومسافات وأخضعوا المسائل لحكم (قرقوشي) الذي تأصل في جذور من استشعروا امتيازات مختلفة طالت جل الأمور حد أن وصلنا لفكرعقيم يروج لفكرة أن (الرجل لا يعيبه شيء) وبتنا نربي النشء عليها مع أن الشرع في هذا الأمر كان صريحاً وواضحاً وجلياً(كل ابن آدم خطاء) وكل هذه تشمل الجنسين بالطبع، والتوبة والإقلاع عن الذنب هي ما يغفره ويمحوه ويطهرهم منه ذكوراً وإناثاً، ولم أجد نصاً في الدين يعفي الرجال عن احتساب الزلات ويجرم المرأة وحدها حتى في الزنا لم تجرم وحدها لأنها هي المعرضة لحمل السفاح كما في عقول البعض، ولم يُقل أرجموها ودعوه يذهب هو مفغور له، ومع ذلك نصر أن الخطأ من المرأة كبيرة، ومن الرجل زلة قد لا يُلتفت لها، ومضحك من يعمل بالمبدأ الآخر كما في مقولة(رولاند):(حين يخطئ الرجل يقول الناس:ما أشد سذاجته، وحين تخطئ المرأة يقول الناس: ما أشد سذاجة النساء) فخطأ الرجل يخصه وحده ومقبول ويُعترف فيه ببشريته غير المعصومة من الخطأ، أما المرأة إن أخطأت أياً كان نوع الخطأ فهو وصمة عار على جبين الأنوثة وتصرف لابد أن يضرب عليه بيدٍ من حديد فهي امرأة كيف تخطئ؟، ومصداق قولي نظرتهم لسجين أو سجينة -كفاكم الله الشر- إذا خرج ما أسرع ما يسامح وتنسى سقطته وربما لا يعاتب حتى وسيزوج ويعيش وكلها وقت يسير ويندمج لا خوف عليه ولا هم يحزنون، أما إن سجنت هي ولو في دين لم تستطع أن تفي به لقلة ذات اليد ستغدو جرثومة يجب أن تحارب وتنبذ ويفرون منها فرارهم من الأسد بل ويحظر الاقتراب منها. .. يا عالم، يا ناس، يا بشر، وأسلوب النداء قد يكون استنجاداً أو استجداء، دعونا نعيد الحسابات ونقوم الجميع بإنصاف وعدل، وننظر بمنطقية ووعي وحكمة لتلك القويريرة التي كان الأمر بالرفق بها في آخر كلمات نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أعدل الخلق وأحكمهم من لا ينطق عن الهوى بل بوحي من السماء. .. وسيظل العالم آدم وحواء أو حواء وآدم لا يفرق إلا رضا رب العالمين وستره وتوفيقه، وحفظه ثم مغفرته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ..هي رحلة وآخر مطافها إلى جنة أو نار، وحساب وعقاب لن يراعى فيه ذكورية أو رجولة اعتقد صاحبها أنه لا يعيبه شيء، ولا يفرق فيه ضعف أنثوي، نسأل الله الرحمة والمغفرة والاجتماع في مستقر رحمته.