كنت في إحدى المناسبات وبجانبي أحد الأقارب وإذا به مهموم وسارح البال على الرغم من أنه وقت فرح وسرور وبهجة، وبحكم العلاقة بيننا سألته عن حاله ولماذا هو متكدر في هذا اليوم وهو يوم فرح وإذا به يجيبني بان لديه الكثير من المشاكل.. ويختمها بكلمة (ظروف الحياة صارت صعبة) تلقيت تلك الكلمة منه باستغراب وسألته عن المشاكل التي لديه وهل حاول حلها وتخفيف آثارها وكيف يتجنبها وهل قام بالتخطيط لغده ومستقبله وإذا بي اكتشف أنه لم يقم بذلك ولم يحاول البتة البحث وإيجاد الحلول لبعض الصعوبات التي لديه وإنما هناك محاولات هشة. إن أمثال هذا الشخص أصبح كثيراً – وللأسف – في مجتمعنا الحاضر وهم بدلاً من التخطيط للغد والبحث عن إيجاد الحلول لتجاوز عقبات الحياة والنظر للحياة بتفاؤل تجد أغلبهم محبطين وفاشلين وكسالى يرزحون تحت بعض الأمراض النفسية يرون الحياة من حولهم كلها سواداً في سواد مع عدم بذل أي جهد للتغلب على الصعوبات فهل الحياة صعبة أم أن هؤلاء هم سبب صعوبتها. والجميع يتفق على أن ظروف الحياة الحاضرة تغيرت والأمور أصبح فيها الكثير من التعقيدات والمتطلبات كبرت ، ولكن ذلك لا يمكن أن يقف في وجه الإنسان المثابر الطموح الذي يقوم بالتخطيط الصحيح لأمور حياته المستقبلية العامة والخاصة كما أن لديه الإصرار للبحث عن تجنب وتجاوز الكثير من المشاكل والعقبات أو تقليل وتخفيف آثارها عليه، فنجد هذا الشخص يقوم بوضع الأهداف الرئيسية والأولويات لأموره العامة والخاصة وكيفية تحقيقها على ضوء تخطيط سليم وتراه متفائلا مستبشرا نحو المستقبل ينتظر ويتوقع الغد الأفضل. إذ ترى أن مثل هذا يعرف انه سيكون في حاجة إلى تغيير مسكنه مثلاً بعد عدد من السنوات نظراً لزيادة أفراد عائلته كذلك زيادة مصاريف الأولاد والبنات وهل ظروفه تسمح له بإلحاقهم بمدارس خاصة ومتى يستطيع تغيير سيارته... وما هي خططه للادخار والاستثمار للمستقبل حيث يقوم بوضع الخطط المناسبة والتصورات والتوقعات المحتملة ، مع الأخذ في الحسبان حدوث بعض الأمور الطارئة والمفاجئة في الحياة وان كانت قليلة . إن الحياة ستستمر ولن تتوقف وعليك أن تحاول أن تثابر وتجتهد لجعل حياتك هادئة ومستقرة بدلاً من الاتكالية وإلقاء المشاكل والعقبات على ظروف الحياة وهناك مثل أمريكي يقول: (Keep the time solve the problem ) ويعني دع الوقت أو الزمن يحل لك المشكلة، فإذا تراخيت ولم تقم أنت بإيجاد الحلول والتخطيط لها فعجلة الحياة ماضية ولن تتوقف والزمن كفيل بحلها وسيفرض عليك نتائج قد لا تتوقعها وليست في مصلحتك بينما لو قمت بدراسة المشكلة والصعوبات والعقبات وبحثت عن أفضل الطرق والتخطيط لحلها لجاءت النتائج في مصلحتك بدلاً من أن تفرض عليك، إذاً الحياة ليست صعبة ولكننا نحن نقوم بزيادة الصعوبات على أنفسنا من أجل التراخي والتقاعس، إن الصعوبة تكمن في القلوب والعقول التي أصبحت ترى الحياة مظلمة والتي ترمي مشاكلها على الآخرين وظروف الحياة المعاصرة قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). *مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام