تردد هذه الكلمة من الكثير من الناس خصوصاً في وقتنا الحاضر في ضوء تعقيدات الحياة المعاصرة وكثرة متطلباتها فبمجرد أن ترى بعض الأشخاص وعلى وجهه الهموم وتود أن تخفف عنه وتسأله عن أوضاعه يبدأ بسرد الكثير من القضايا والأمور ومشاكل الحياة وبعد ذلك ومن أول مناقشة لك معه ومحاولة طرح بعض الأسئلة عليه عما قام وحاول به للتغلب على هذه المصاعب يفاجئك بالقول ( إن الحياة صعبة ) ، وهذه كلمة يرددها بعض المحطمين والفاشلين والكسالى والذين يرون جميع من حولهم اسودَ ولا يحسون ولا يحاولون التغلب على الصعوبات والنظر إلى الحياة بتفاؤل فهل الحياة صعبة أم نحن من يصعبها علينا وإلى متى نقول ظروف الحياة صعبة هل هو بسبب إننا ولدنا ونحن نبكي فيها فكيف نجعلها سهلة . إن استخدام البعض لهذه العبارة وللأسف وترديدها هو من أجل عدم بذل أي جهد أو محاولة لحل بعض الصعوبات التي تقف في وجهه ومن باب الاتكالية وإحالة أي جانب من جوانب الفشل ووضعه على ظروف الحياة المعاصرة. وإذا حدث وجلست مع أحد الأصدقاء أو الأقارب ورأيته مهموماً وسألته عن أسباب ذلك فستسمع العجب العجاب والقصص والأعذار وإذا طرحت عليه سؤالا عما قام به وبذله للتغلب على تلك المشاكل وإيجاد الحلول لها فسيتحجج بأعذار واهية ثم يختتمها بان الحياة صعبة وتجد التشاؤم والنظرة السوداء للمستقبل وهذا غير جيد ، إن التفاؤل مطلوب وهو نظرة استبشار نحو المستقبل تجعل الفرد يتوقع وينتظر حدوث الأفضل ، كما إن التخطيط من أهم أسباب النجاح والتغلب على الكثير من المشاكل والعقبات فقد تسأل رجلا تزوج حديثاً ما خطتك للمستقبل وغدا ستصبح أبا فتجد الإجابة لاشيء وقس على ذلك الطالب والموظف والتاجر وهذا من أسباب وجود بعض العقبات والتي لو تنبه لها الإنسان من البداية وخطط لتجاوزها ولم يجد أي مشكلة وبعد كل ذلك يقول لك الحياة صعبة. إذاً الحياة ليست صعبة ولكننا نحن نقوم بتصعيبها على أنفسنا من أجل التراخي والتقاعس أن الصعوبة تكمن في القلوب والعقول التي أصبحت ترى الحياة مظلمة فأين تكمن صعوبة الحياة رغم تطور العالم والحياة وأصبحنا في عالم متطور متحضر . لاشك في ان هناك بعض الصعوبات في الحياة ولكن نحن وحدنا من يستطيع أن يتحكم فيها ويتعايش معها فبقوة إيماننا وعقلنا الحكيم نجعلها سهلة بإذن الله . إن الشخص الناجح المثابر هو من يقوم بالتخطيط لجميع أموره بصفة عامة والعائلية ويضع الحلول والخطط لبعض المعوقات ويثابر على حلها ، فعن طريق التخطيط يتم وضع الأهداف والأولويات للعديد من المواضيع بدءاً من أمور ومتطلبات الحياة العامة وما هي أفضل الحلول لها . إن الحياة صعبة للشخص المتقاعس الذي يراها مظلمة غير المتفائل البعيد عن التخطيط لجميع أمور الحياة العامة والخاصة ولكن الكيِّس من يعرف كيف يتأقلم معها ويعمل الأسباب ويؤمن بقضاء الله وقدرة واضعاً نصب عينيه مخافة الله . والله من وراء القصد * مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام