يرى الخبراء ان متفجرات بلاستيكية عسكرية الصنع استعملت في الاعتداءات التي هزت لندن الخميس، نظراً لصغر حجم العبوات والاضرار الهائلة التي نتجت عنها. وقال خبير عسكري متخصص في نزع سلاح المجموعات المسلحة في حديث لوكالة فرانس برس «نظرا للحجم الصغير العبوات (اقل من خمسة كيلوغرامات) لا يمكن الا لمتفجرات ذات فعالية كبرى ان تسبب هذه الاضرار». واضاف ان «المواد المستعملة هي على الارجح بلاستيكية من نوعية جيدة جدا مثل تلك التي ينتجها العسكريون». واعلن رئيس شعبة مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) اندي هايمن الجمعة ان كلا من العبوات التي انفجرت الخميس في وسائل النقل العام اللندنية تزن «اقل من عشر ليبرات» (حوالى خمسة كيلوغرامات). والحقت الانفجارات التي اسفرت عن اكثر من خمسين قتيلا ومئات الجرحى، اضرارا هائلة بحافلات وسكك مترو الانفاق. كما ادت الى انفصال سقف الحافلة عن باقي الهيكل. واشار اندي هايمن ان العبوات الناسفة قد وضعت على مقاعد قطار الانفاق. اما بالنسبة للحافلة، فقد وضعت العبوة على مقعد او على ارض الباص. وقال ضابط سابق رفيع المستوى في حلف شمال الاطلسي طلب عدم الكشف عن هويته ان الجيش الجمهوري الايرلندي كان يستخدم في اعتداءاته على الاراضي الانكليزية في التسعينات «مادة السيمتكس بي» المصنوعة في تشيكيا. وهذه المادة لا لون ولا رائحة لها وبالتالي يصعب كثيرا رصدها. واضاف الضابط ان الجيش الجمهوري الايرلندي كان يستعمل هذه المادة ايضا كصاعق في عبوات يدوية الصنع الا ان «صناعتها توقفت حاليا والمادة المستعملة في اعتداءات لندن هي من دون شك مادة مشابهة». ويشكل تحديد طبيعة المتفجرات المستعملة ونوع الصاعق والطريقة التي صنعت فيها العبوة، مصادر مهمة للمحققين لمعرفة هوية المجموعة المسؤولة عن الاعتداء. وكان استعمال مادة «السيمكتس بي» الدليل شبه القاطع لدى المحققين على مسؤولية الجيش الجمهوري الايرلندي عن الاعتداءات وخصوصا اعتداء كاناري وارف عام 1996 في لندن. وفي اعتداءات مدريد في آذار/مارس 2004، شكل اكتشاف وجود مادة «غوما 2 ايكو» المتفجرة التجارية، عاملا حاسما في استبعاد فرضية مسؤولية الانفصاليين الباسك في الهجمات. ويستعمل الانفصاليون الباسك في اعتداءاتهم بشكل عام مواد متفجرة سرقت من فرنسا. اما في ما يتعلق باعتداءات نهار الخميس، فقد اكدت خبيرة جامعية تعمل مع شرطة الادلة الجنائية البريطانية ان المادة المستعملة في التفجير هي «متفجرات بلاستيكية». واضافت نيامب ماكديد انه «في حالات كهذه يمكن للاضرار ان تكون كبيرة بالرغم من صغر حجم العبوة، فعشرة كيلوغرامات هي لا شيء نسبيا». من جهته، قال استاذ علم الجريمة في معهد لندن الامبراطوري هانس ميتشلز ان «شرطة الادلة الجنائية تجمع الادلة حول العبوة التي استخدمت عبر دراسة الطريقة التي تشوهت فيها الاشياء» حول مركز الانفجار الذي شهد «احتراقا كبيرا». الا ان محققي الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) لم يحددوا حتى مساء الجمعة طبيعة العبوات المستعملة في اعتداءات الخميس مفضلين على الارجح ان لا يوفروا لمنفذيها معلومات حول تطوير التحقيقات.