يخطئ الاتحاديون كثيراً إن اعتقدوا أن لحكم مباراتهم مع الهلال السويسري (ماسيم بوسكا) دوراً في خروجهم من أغلى وأهم البطولات المحلية بل وخروجهم من الموسم المحلي خالين الوفاض باعتبار أن أخطاءه في النزال كانت قليلة جداً وغير مؤثرة ولم تغير شيئاً في النتيجة النهائية بشهادة خبراء التحكيم المحلي والعربي. وعليه فإن أسباب الاخفاق المتكرر والأخير أمام الهلال يتمثل في ثلاثة محاور رئيسية كل على حدة وحين اجتمعت قصمت ظهر النمور الاتحادية. الإعداد النفسي سييء أول هذه العوامل وأكثرها تأثيراً تمثلت في سوء الإعداد النفسي من قبل الإدارة الاتحادية. ففي الوقت الذي يستعد فيه الفريق الكروي لأهم مباراة يلعبها هذا الموسم كانت الإدارة بعيدة كل البعد عن القيام بالأدوار المناطة بها وانشغلت بالصفقات ما بين الحقيقية مع (عبده حكمي) والأجانب المتوقع قدومهم «والوهمية» فيما يخص (ياسر القحطاني) والمدعومة بعشرات الملايين والتي أثرت نفسياً في اللاعبين الأساسيين أو السبعة «المختارين» للذهاب للقادسية. ومما زاد الطين «بلة» في هذا الجانب التصاريح التي صدرت من رئيس النادي (منصور البلوي) والتي جيرت البطولة للاتحاد وأن الفوز على الهلال مسألة وقت ليس إلا حتى انه أكد بأن إعلانه للصفقات القادمة ستكون قبل مباراتهم الختامية ضد الشباب إضافة إلى الشحن النفسي والجرعات الزائدة التي تراكمت في قلوب وعقول اللاعبين الاتحاديين والتي ظهرت في المباراة وبعدها وانفلات أعصاب جل لاعبيه بمجرد أن تهاوت لولبية (كماتشو) إلى شباكهم. واخرجتهم هذه الكرة والفوز الصريح والمستحق على أخلاقيات الكرة المتعارف عليها طويلاً وقد اصروا على الاستمرار في تنفيذ هجمة والاحتفاظ بالكرة رغم سقوط لاعب هلالي ربما كانت إصابته خطيرة. يوردانيسكو يواصل الاخفاق العامل الثاني الذي ساعد الهلاليين على التفوق والاتحاديين على الاخفاق جاء عن طريق المدرب الاتحادي الروماني (انجل يوردانيسكو) وهو الذي يتقاضى مبالغ طائلة تصل إلى سبعة آلاف وخمسمائة ريال «يومياً». وقد وضح عليه «التخوف» الكبير من الفريق الهلالي بحكم معرفته به ابان إشرافه عليه قبل أربعة مواسم وحقق معه ثلاثية تاريخية. وانتقل هذا الخوف «تلقائياً» إلى لاعبيه بعد أن لعب بطريقة دفاعية «صرفه» وكثف مناطقة الخلفية بأكثر من سبعة لاعبين والاعتماد على مهاجم وحيد هو الكولمبي (سيرجيو هريرا) وعند تعرض فريقه للنقص قام بإخراجه واشراك المدافع (رضا تكر) ليلعب الاتحاد جزءاً مهماً من المباراة بدون مهاجم حقيقي. ولم يكتف (يوردانيسكو)بهذا الإجراء بل أعقبه بتغيير لا يقل رعونة عن السابق بعد أن استبدل نجم الاتحاد «الحقيقي» الموسمين الاخيرين (مناف أبو شقير) وانزل (مرزوق العتيبي) وفرغ الجنرال جبهة فريقه اليمنى حين استبدل النشط (مسفر القحطاني) بمحمد أمين والتي أصبحت فيما بعد مسرحاً للهجمات الزرقاء وشكل منها (كماتشو) خطراً محدقاً ولو استغل مهاجمو الهلال الفرص العديدة التي اتيحت لهم في الجزء الثاني من المباراة لكانت النتيجة ثقيلة. وبرز (إبراهيم سويد) كعنوان صريح لتخطبات (يوردانيسكو) ففي شوط واحد نقله إلى اللعب في ثلاثة مراكز فمن الوسط الأيمن إلى رأس حربة ومن ثم اخيراً إلى ظهير أيمن. النمور لم تعد نموراً!! أكمل لاعبو الاتحاد مثلت السقوط بعد أن اخفقت الإدارة في تجهيزهم نفسياً ومعنوياً واخفق مدربهم في طريقته ونهجه والعناصر التي بدأ بها، حيث كان من المفترض مشاركة (تكر) الجاهز على حساب المولد «المتهور» دوماً ومن ثم التبديلات التي اجراها اكمل اللاعبون هذا المثلث بروحهم المتدنية ومستواهم الضعيف وفقدانهم للثقة في أنفسهم حتى وهم يقابلون الهلال الناقص عناصرياً. ولم يستطع لاعب اتحادي احداث فارق فني ولو بكرة وحيدة من مهارات اللاعب الأساسية وخرج الفريق من مباراة حاسمة ومثيرة دون أن يصنع هجمة واحدة خطرة على مرمى الحارس الهلالي مبدداً معها آخر آمال اتحادية في إحراز آخر بطولات الموسم!!