تعتبر أمانات المدن والبلديات في جميع أنحاء العالم أقرب جهة حكومية للمواطن ذلك لأنها جهة خدمية وتنظيمية ترتبط بحياته. فمهام الأمانات والبلديات يشعر بها المواطن صباحاً ومساءً حتى لو لم يأت اليها فإنها تدعوه.. وجهةٌ هذا سمتها وصفتها يفترض فيها الانس والخدمة والرعاية وتلمّس رضا المواطن، وتتبع حاجته، بل وترعاه حضارياً واجتماعياً وتربوياً وإنسانياً.. ومهما نعد من الصفات والبرامج التي تضطلع بها الأمانات والبلديات في انحاء العالم المتقدم فلن نحصرها. وفي هذا الشأن كيف يمكن أن نقيّم أماناتنا وبلدياتنا، وما هي درجة مماثلتها لما هو في العالم؟ لنأخذ عينة تجسد حقيقة واقعنا البلدي مثلاً في مدينة الرياض أستعرض ما شاهدته خلال مسيرتي الصحفية ومضطر ان أُقسم مراحل التحليل هذه الى اربع مراحل حسب القيادات الادارية لها. المرحلة الاولى أصفها بالرعب البلدي فالأمانة شكّلت بعبعاً للجميع، فمجرد عدم وجود ترخيص البناء في موقع العمل يعني ذلك مصادرة ادوات البناء.. فمن يتذكر الجزء الخلفي لمبنى الأمانة في شارع الوزير يلحظ اكواماً من ادوات البناء المصادرة. ومن يعارض أي اجراء يودع السجن حيث كان في الأمانة سجن يقع يسار المدخل الرئيسي، حتى الان لم اجد مبرراً لسجنٍ في الأمانة وفي المقابل لم يعرف عن الأمانة خدمات مميزه قدمتها لرضا المواطن .. المرحلة الثانية كانت استعادة أنفاس وركوداً لم يكن مستغرباً. المرحله الثالثة امتدت يد الأمانة للمواطن على استحياء ومن ابرز إنجازات تلك المرحلة إنشاء الحدائق والساحات.. وعلى أي حال خضعت تلك المرحلة للاجتهادات الشخصية منها ما أصاب، ومنها ما أخفق وافتقدت العمل المؤسسي وعدم المحاسبة والتقييم .. نصل للمرحلة الرابعة الحالية والتي بدأت الآن فهي ما يهمنا لأنها تعني الحاضر والمستقبل فالماضي لا يعود لكن يمكن أخذ العبرة من استعراضه، اقول إن على ادارة المرحلة الحالية التفكير بعمق، ومد اليد بكل ما فيها للمواطن فحاجته واضحة للعيان لا تحتاج لتلمس.. وكنت أتمنى ان يعقد الامين الجديد مؤتمراً صحفياً يشرح فيه برنامجه وخططه وكأنه في حملة انتخابية لنطمئن من ان بإمكاننا ان نكون كأي عاصمة في العالم تتمتع بخدمات بلدية وليس جباية.. ولعلي أُدلي بدلوي هنا واشير الى نقطتين تزعجان المواطن بشكل مباشر ولا يكلف تنفيذهما ميزانيات او جهداً. الاولى: إيقاف العبث بالشوارع وفك الاختناقات المروريه وإذا أردت عينة لذلك فانظر الى طريق الامام بالقرب من مركز غرناطة حيث يعتبر طريقا سريعا، وفجأة يتحول الى خدمة. الثانية: مخلفات المباني في الاراضي الفضاء في الأحياء تشكل مصدرا للقوارض والحشرات والامراض ما المانع من إزالتها وتنظيف الاحياء منها؟ ولا أنسى هنا ضرورة الحد من أعمال (الاستشاري) بدل أن يكون وسيلة أسندت اليه الأمانة عملها، وهناك الكثير الكثير مطلوب من أمانة مدينة الرياض لايتسع المجال لذكره ولكنه ليس مستحيلاً.. أسأل الله لمعالي الامين عبدالله المقبل ولجميع المسؤولين في الأمانة التوفيق والسداد.. والله الموفق ..