رفض أمين منطقة الباحة المهندس محمد مبارك المجلي وصف أهالي منطقة الباحة بالشراسة، أو أي وصف مماثل يسيء لعلاقته المميزة مع جميع المواطنين، مؤكداً أنه في موقع خدمة للناس لا يتبرم منها، ويتفهم سعي صاحب الحاجة ومقدم المعاملة وراء حاجته، عدا أنه لا يخفي انزعاجه من كثرة الشكاوى بينهم، مرجعاً حدّية البعض إلى التضاريس الوعرة والطبيعة الجبلية المؤثرة على سلوك البشر. وأوضح المجلي في حوار خاص ل”الشرق” أنه سيترك موقعه حين يشعر بالعجز عن خدمة المواطنين ومنطقتهم. * ** ما أبرز المشروعات الجاري تنفيذها في منطقة الباحة حالياً، وكم تكلفتها؟ - يتم تنفيذ العديد من المشروعات التنموية حالياً بتكلفة إجمالية تبلغ نحو أربعمائة مليون ريال، منها مشروع تحسين وتجميل المنطقة المركزية، ومشروع إنشاء المنطقة الصناعية الشمالية في بني سار، وإنشاء المنطقة الصناعية الشرقية على طريق العقيق، وإنشاء سوق للخضار والفواكه، وإنشاء صالة الاحتفالات، وإنشاء وتطوير الحدائق والمتنزهات في شهبه، ومشروعات درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار في الباحة، ومشروعات سفلتة وأرصفة وإنارة لمخططات سكنية، ومشروع تحسين وتجميل المداخل يشمل بوابات جمالية ومجسمات، وإنشاء ملاعب للأطفال في الأحياء السكنية، إضافة إلى الانتهاء من دراسة بعض المشروعات المهمة، منها مشروع إنشاء الطريق الدائري مع الجسور لمدينة الباحة، ومشروع إنشاء جسور وأنفاق، ومواقف للسيارات وجسور للمشاة، وإنشاء ساحة للاحتفالات، وإنشاء سوق للمواشي، وتطوير المطلات والأشفية، ومشروع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار. * ** يلاحظ المتابع كثرة الحفريات في شوارع المدينة، هل يعني هذا طفرة في تنفيذ المشروعات دفعة واحدة؟ - هناك مشروعان فقط يخصان تصريف مياه الأمطار تابعان لأمانة منطقة الباحة، وسيتم إعادة الشوارع كما كانت بعد الانتهاء من تركيب الأنابيب حسب الشروط والمواصفات الفنية، إضافة إلى أن التوسع العمراني الذي تحظى به المنطقة مؤخراً، والهجرة العكسية التي بدأت بالظهور جعلت الطلب على الخدمات يتزايد بشكل ملحوظ، ما أدى إلى وجود الحفريات لإيصال هذه الخدمات للمشتركين من خلال حفر الشوارع الرئيسة الكبيرة لمشروعات المياه والصرف الصحي ومشروعات شركات الاتصالات. * ** ماذا عن البطء وتأخير المقاولين تسليم المشروعات، خصوصاً أن بعضهم يستهين بالغرامة المقررة بعشرة في المائة؟ - يتم الاجتماع بالمقاولين بصفة دورية لإزالة المعوقات التي تحول دون تسليم المشروعات في الوقت المحدد، مع العلم بأن أسباب تأخر وتعثر المشروعات تعود وبنسبة كبيرة للمقاول، أما بالنسبة لاحتساب غرامة التأخير والإشراف بنسبة لا تزيد على (10%) من قيمة العقد فهذا منصوص عليه في نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، بالإضافة إلى عمل توصية من قبل لجنة فحص العروض بالأمانة بعدم الترسية على المقاولين المتعثرين، حتى يتم إنهاء وتسليم جميع الأعمال المتأخرة والمتعثرة. * ** بحسب مصادر بلدية يتوفر لأمانة الباحة ما يزيد على نصف بليون ريال لمشروعات اعتمدت ولم تكتمل، ماذا عن توسيع دائرة المقاولين والاستعانة بشركات من خارج المنطقة لاستيفاء تنفيذ المشروعات المتعثرة؟ - الاعتماد المالي الخاص بأمانة منطقة الباحة يقدر بحوالى أربعمائة مليون، ومنها ما هو مشروعات تحت التنفيذ، ومنها ما هو تحت الترسية وتحت الدراسة، أما بالنسبة للاستعانة بمقاولين من خارج المنطقة فنفيدكم بأنه تم تطبيق هذه الفكرة، وتم استقطاب أكثر من شركة مصنفة درجة أولى، لكنها لم تنجح، بحكم عدم وجود معدات وعمالة، ولا يزال المقاولون يبحثون عن مواقع لتركيب الخلاطات والكسارات. * ** سمعنا منذ عامين عن تسليم المنطقة المركزية في الباحة لشركة فرنسية درست ورسمت واقترحت إقامة أبراج بمواصفات عالية الجودة، أين وصل المشروع؟ - العمل جارٍ في المشروع لتحسين وتطوير المنطقة المركزية وربطها بشبكات طرق وممرات مشاة وغيرها من المرافق الخدمية والسكنية، وإقامة مواقف للسيارات وحدائق ومراكز تجارية من أدوار متكررة وفنادق ومراكز ترفيهية، ودراسات المنطقة المركزية تمت عن طريق الأمانة وأحد المكاتب الاستشارية السعودية، والدراسة المعتمدة اشتملت على المرافق التي أشرتم إليها، كالمراكز التجارية السكنية والمرافق الخدمية ومواقف السيارات والساحات والممرات للمشاة والمراكز الترفيهية، ويجري الآن نزع العقارات لمواقع الخدمات، وقامت الأمانة بإزالة بعض العقارات للمرحلة الأولى وتعويض الملاك. * ** يتهم البعض الأمانة بعدم مراعاة العدالة في توزيع المشروعات على المحافظة وتبني منهجية الأثرة والإيثار. ما رأيكم؟ - تقدم الأمانة الخدمات إلى المواطنين، وكما تعلمون أن هذه الخدمات لا تتوقف أو تنتهي في مكان أو زمان، وبحكم الامتداد العمراني يزيد الطلب على جميع الخدمات، وتبذل الأمانة الجهد وتسخر جميع الإمكانات لإيصال الخدمات بشكل أفضل، كما أن كل بلدية تقوم بمناقشة ميزانيتها على حدة، ويتم تحديد مخصصاتهم المالية، وذلك حسب احتياجات كل محافظة، أما بالنسبة للمشروعات المدمجة فيتم توزيع الاعتمادات المالية حسب العدد السكاني والمساحة الجغرافية للمحافظات وبطريقة عادلة جداً، كما أنه يجري التنسيق مع المجلس البلدي لتحديد أولويات المشروعات بالمدينة. * ** ماذا عن تبنيك مشروعات تحسين الغابات بعد نجاحكم في تطوير غابة رغدان، وتحويلها إلى مقصد أثير للمصطاف والمرتبع؟ - بالنسبة لتبني مشروعات تحسين الغابات، نفيدكم بأنه في العام الماضي تم الانتهاء من مشروع إنشاء حديقة الأمير سلطان بن سلمان، وتم افتتاح الحديقة يوم السبت الماضي برعاية سمو أمير المنطقة، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، كما أنه جاري العمل حالياً على استكمال الأعمال المتبقية بحديقة شهبه، بالإضافة إلى وجود مشروع تحت إجراءات الترسية خاص بتطوير المطلات بغابة رغدان، كما أنه تم طلب مشروعات جديدة خاصة بالحدائق والمتنزهات في الميزانية المقبلة إن شاء الله، والحمد لله الذي منَّ علينا بنجاح تحسين وتطوير متنزه رغدان، ولا يزال العمل جارياً في تحسين باقي أجزائه، كما لا يخفى على الجميع ما قامت به الأمانة من تحسين وتطوير لمتنزه الأمير مشاري بن سعود، الذي تم إيصال الخدمات إليه، وسيتم استكمال تطوير هذا المتنزه خلال الفترة المقبلة، كما أن الأمانة قامت ببحث وتطوير متنزه العباس ومتنزهات بني ظبيان، وجاري العمل على استكمال هذا التطوير، وقد قامت الأمانة بعمل حديقتين، إحداهما بمتنزه مهران، والأخرى بمتنزه شهبه، وسيتم تطوير ما تبقى من المتنزه على عدد من المراحل. * ** ما سبب الحواجز النفسية بين المواطنين وبين موظفي البلدية؟ - الأمانة كما تعرف أخي الكريم أنها إدارة خدمية، وعلاقتها مباشرة بالمواطنين، والمواطن يرغب في إنجاز معاملته دون الرجوع للأنظمة والتعليمات، وعندما يطبق الموظف النظام يتضجر المراجع، علماً بأننا نسعى بشتى الوسائل لإرضاء المواطن، وإن وجد لهذه المعاملات طريقة لحلها بأسهل الطرق لن نتردد في ذلك، ومكتبي مفتوح لأي مواطن يواجه صعوبة في الأمانة. * ** هل يمكن تحسين صورة موظف البلدية في ذهن المواطن؟ - بكل تأكيد، وذلك عن طريق تأهيل الموظف ورفع كفاءته الإدارية والفنية، والارتقاء بأسلوب ومفاهيم التعامل مع المراجع في كل الظروف، وتسعى الجهة المختصة بالتطوير الإداري بالأمانة إلى تدريب جميع الموظفين بالأمانة لتحسين الأداء أولاً، وتطوير أساليب التعامل في بيئة العمل. * ** يرى البعض أن معظم موظفي البلديات في الباحة من أرباب الأعمال الخاصة بأسماء زوجاتهم وبناتهم وأبنائهم، ألا يعد ذلك نقطة ضعف في أدائه لعمله؟ - زوجات وبنات موظفي البلديات، اللائي تنطبق عليهن الشروط يحق لهن العمل الخاص، وليس هناك نظام يمنعهن من ذلك، باعتبارهن مواطنات، وليكن معلوماً أن النظام يطبق دون تفريق أو استثناء. * ** كيف ترى أداء المجلس البلدي في دورته السابقة، وما مستوى تفاؤلك بالمجلس الحالي، وما شرط نجاحه في مهامه؟ - الإخوة أعضاء المجلس البلدي في دورته السابقة أدوا دورهم بفعالية ممتازة، وقدموا الكثير للمنطقة، ويجب أن نحترم ما قدموه من مشورة وآراء وأفكار بناءة، مع العلم بأنه تم تنفيذ نسبة كبيرة جداً من قراراته، والإخوة أعضاء المجلس البلدي في دورته الحالية إن شاء الله سيحققون ما يتطلع إليه المواطن الكريم بالتعاون مع أمانة المنطقة، ويكملون مسيرة إخوتهم السابقين. * ** هل يزعجك أن يصفك البعض بالدبلوماسي في تعاطيك مع موظفي إدارتك ومع المواطنين؟ - أبداً لا يزعجني ذلك، لكن أهم شيء أن يكون الشخص بوجه واحد، وألا يبطن أشياء مخالفة لما يظهر. * ** ماذا أعطيت للباحة منذ توليت مهام أمانتها، وماذا أعطتك؟ - أبدأ الجواب من الآخر، فقد أعطتني حب الناس وتقديرهم وإشادتهم، وهذا أهم شيء يخرج به مسؤول من مواطنين في منطقته، أما ما أعطيته للباحة، فلو قدمت كل ما أملك لن أوفي هذه المنطقة حقها، ومهما قدم الشخص فيجب ألا يكون كثيراً أو يستذكره، وأهل المنطقة هم الذين يُقيمون مثل هذا. * ** ما معدل صراحتنا في طرح الأسئلة؟ - الحقيقة أنا دائماً أحب الصراحة وأتبناها في العمل، ونستمد التوجيه الكريم من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، الذي يدعمنا في كل شيء في سبيل تطوير منطقة الباحة.