السيول من الكوارث الطبيعية التي تحدث دورياً في جميع أنحاء العالم . وتنتج هذه السيول عن الهطول المستمر للأمطار التي تهدد كثيراً من دول العالم . ولا تكمن الخطورة في السيل مهما كان عنيفاً ومفاجئاً ، طالما كان تحت السيطرة والإدارة الجيدة من المسؤولين عن الارصاد وحماية البيئة وبقية الجهات ذات العلاقة ، ولذلك لابد من معرفة مسارات السيل بشكل معروف بقدر الإمكان . لكن السيل يمكن أن يتحول إلى كارثة ، إذا ما سلك طريقاً آخر ، وخرج عن نطاق مساره أو قريباً من اماكن الخطر ، ولا سيما عند ما يسير السيل في أماكن التجمعات السكانية أو المنشآت والمباني التي تعترض سبيله !!. ولقد مرت على المملكة كثير من كوارث السيول ، ولعل أبرزها ما حدث يوم الاربعاء الثامن من شهر ذي الحجة 1430 ، عندما هطلت الأمطار بغزارة غير معتادة لمدة حوالى 4 ساعات (اربع ساعات متواصلة) على مدينة جدة وضواحيها . حيث وصلت كمياتها كما ذكر خبراء الارصاد إلى اكثر من (95ملم) . وقد حدثت تلك الأمطار الغزيرة كما يبدو بسبب تعرض المنطقة إلى رياح جنوبية رطبة مع وجود انقلاب حراري أدىا إلى سيول عارمة استطاعت أن تكتسح أحياء بكاملها ، وأن تهدد أرواح الكثيرين وتدمر ممتلكاتهم . ولاشك أن الدفاع المدني عليه دور كبير ومهم في تحذير الناس من المناطق التي تزداد فيها مخاطر السيول ، وخاصة في بطون الأودية، والتي تؤدي غالباً إلى غرق السيارات والمركبات وحتى البشر . وبالرغم من التحذيرات التي يقوم بها الدفاع المدني في المملكة إلا أن الكثيرين من المواطنين لازالوا يذهبون - عند هطول الأمطار إلى بطون الأودية ما يؤدي احياناً إلى كثير من المشكلات الخاصة بانهيار التربة والصخور وحدوث الفيضانات الجارفة . والواقع أن دور الدفاع المدني لا يكتمل إلا بمساعدة بعض الأجهزة المعنية مثل وزارة النقل ووزارة الثقافة والاعلام والبلديات والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ووزارة الصحة وغيرها . وهو دور مهم جداً في الإنذار وجمع المعلومات والتوعية ومراقبة مسار السيول وارشاد المواطنين وتقديم العون للمنكوبين ...الخ . إن الدور الكبير والمهم الذي يقوم به الدفاع المدني من أجل مواجهة وتخفيف آثار السيول، لابد ان يترافق مع المزيد من برامج التوعية البيئية من خلال وزارة الثقافة والاعلام وغيرها.. والوقاية كما يقولون أهم من الانقاذ والعلاج ..