افتتحت مساء الأربعاء الماضي في مملكة البحرين الحفلات الغنائية لمهرجان صيف البحرين 2005، والذي يقام في العاصمة البحرينية المنامة، وتحديدا في صالة النادي الأهلي، وكان الفنان البحريني علي بحر مع فرقة الأخوة قد بدأ الحفلات، وقدم على مدى ساعة تقريبا، مجموعة من أشهر أعماله الخليجية والتي تفاعل معها الجمهور بشكل مميز. وفي حوالي الحادية عشرة، اعتلى المسرح الفنان العراقي كاظم الساهر الذي غنى على مدى ساعتين، و حتى الواحدة فجرا، وقد حضر له جماهير من قطر والسعودية، واحتشدوا في صالة النادي الأهلي التي تميزت بديكور مريح ومميز، جمع بين الجمال والبساطة، وسطوع الإضاءة التي لعبت دوراً في إضفاء الكثير من لمسات من الروعة المسرحية. وإلى جانب أعضاء فرقته الموسيقية، لا بدّ وأن يفتتح الساهر أي حفل يقدمه بأغنية عن وطنه العراق، فوقع الخيار على أغنية «بغداد لا تتألمي»، ومن ثمّ باشر بتقديم مجموعة متميزة من أرشيفه الغنائي فغنى «يا صايغين الذهب»، «احبيني»، «سلامي»، و«فرشت رمل البحر» التي غناها بلا موسيقى تقريبا، مكتفيا بإنشادها على وقع إيقاع تصفيق الجمهور الذي راح ينثر الورود ويقدمها له على المسرح بين الحين والآخر، واتبعها بعدد من أغانيه المميزة. وفي ثاني ليالي المهرجان غنى كل من الجزائرية فلة والمطرب السعودي خالد عبد الرحمن، حيث التقيا خلال البروفات الخاصة قبل الحفل، وجرت بينهما دردشة حول أمور فنية عدة، بينما أعرب كل واحد من النجمين إعجابه بالفن الذي يقدمه الآخر؛ حتى أن فلة وبعد أن أنهت وصلتها الغنائية الرائعة، انتظرت في الكواليس لحين موعد صعود عبد الرحمن إلى المسرح كي تستمع إلى غنائه، مع الإشارة إلى أن الفرقة الموسيقية للنجمين كانت بقيادة المايسترو (فادي سعد). واعتلت فلة المسرح أولاً عند حوالي العاشرة مساء وغنت كأنما لم تغن يوما، بصوتها الرائع والهادر والقوي، وإحساسها العالي، والتقنيات العالية في الأداء التي تمتلكها فلة دون سواها من مطربات هذا الجيل. وافتتحت الحفل بأغنيتها الشهيرة (تشكرات) ومن ثم قامت الفنانة الجزائرية وحيّت الشعب البحريني من خلال موال جزائري من كلماتها وألحانها. ووسط التصفيق وحماس الجمهور الذي قدم قسم منه من السعودية والكويت، بعد ذلك تابعت فله الغناء وغنت (شكى بكى)، (بستان الفل)، (راني جاي)، لتكون المفاجأة في غنائها للراحل الكبير (طلال مداح) أغنية (وترحل) التي أبدعت فيها، واتبعتها بأغنية (يا ريم)، مختتمة الحفل برائعة أم كلثوم (أنت عمري). وكانت فرحة وسعيدة لنجاحها في الحفل، وجلست بعد ذلك منتظرة الفنان السعودي خالد عبد الرحمن لتسمعه وقالت أنها من معجبات فنه الجميل - حسب رأيها - ، بينما استغل المعجبون ذلك ليتلقطوا معها الصور. ثم اعتلى المسرح الفنان خالد عبدالرحمن الذي قدم للبحرين عصر الخميس الماضي وهو نفس اليوم الذي يؤدي فيه حفلته وقام بعمل البروفات في الفندق بشكل سريع من الساعة (12) ظهراً وحتى السادسة مساءً، على عكس الجزائرية التي حضرت قبل الحفل بيوم وعملت بروفاتها بتأنٍ كبير وأعادتها بشكل توكيدي في نفس يوم الحفل لمدة ساعة ونصف، خالد عبدالرحمن في وصلته تفاعل الجمهور مع أغنياته بشكل كبير ومنهم من أتى خصيصا من مناطق عدة من السعودية لأجله، و قد شدا بمجموعة من أعماله التي حواها ألبومه الجديد الذي طرح في الأسواق قبيل أيام و كان أولها (قمراي)، ثم تابع مع (جروح الوقت)، (اعترف)، (لمت نفسي)، (حبيبي آسف)، (اقبل لك بروحي)، (منزلك)، (حيرتني)، (الفيصلية) وقام بغناء (تقوى الهجر) على آلة العود فقط حسب طلب الجمهور منه لعدم عمل أي بروفات عليها.. وختم وصلته بالأغنية التراثية الشهيرة (بو صالح سرى ليله) التي تراقص معها الجمهور كثيراً بعد ذلك غادر المسرح متجهاً لسيارته الخاصة التي حضر إلى البحرين فيها، وغادر موقع الحدث وسط زحام كبير من قبل متابعيه. يذكر أن هذه الحفلات استلم النقل والتصوير والإخراج التلفزيوني فيها قناة (MBC) التي أحضرت خصيصا طاقم عمل ضخماً لمواكبة فعاليات المهرجان، ومن بينهم المخرج باسم كرسيتو والمذيعة جيسي طراد التي قدمت الحفلات على المسرح. هذا وسيأتي في الأسبوع المقبل يوم الأربعاء 13/7 الفنانتين أريام و يارا مع اللبناني فضل شاكر، ثم من يليهم في يوم الخميس 14/7 إبراهيم الرويعي واللبنانية أليسا والكويتي عبدالله الرويشد.