بما يعيشه الاتحاد من غليان وارتباك في جوانب تنظيمية سواء كانت إدارية أو فنية لم تكن خسارة الفريق أمام غريمه التقليدي الأهلي بالأمر المفاجئ بالنسبة لي، وذلك لاعتبارات عدة منها ما يتعلق بالديون التي خلفتها الإدارة السابقة، وكسرت بها ظهر هذه الإدارة، وأتاحت من خلالها الفرصة للاعبين كانت تعوّل عليهم الجماهير الصبر قليلاً على الأوضاع الراهنة، ولكنها اختارت الطريق ل(لي الذراع) قبل الاستحقاقات الهامة لتنفيذ مخططات لا علاقة لها بحرصهم على حقوقهم، والأهم من هذا كله المدرب الأسباني راؤول كانيدا الذي عاش الظروف من بدايتها، وتغلب عليها باقتدار، وكان على استعداد لإكمال المسيرة حسب المتاح، والممكن إلى أن تُعاد العربة في طريقها الصحيح، فبعد توقيع الإدارة الحالية معه عقداً لثلاث سنوات تغيّرت مبادئه السابقة فبدأت تظهر عليه مؤشرات الملل بدءاً من مباراة الفتح التي خسرها فريقه في الثواني الأخيرة فقام بمهاجمة حكم المباراة بسبب احتسابه ركلة جزاء من خطأ بدائي ارتكبه المنتشري لا يُقدم عليه لاعب مبتدئ، وكان الأجدى لكانيدا أن يوجه ذلك الغضب على اللاعب ومعاقبته، ولكنه عوقب هو انضباطياً بالإيقاف ثلاث مباريات، ليأتي بعدها بحديث محبط للاعبين قبل مباراة "الدربي" عندما قال: "لو جلب الاتحاد ميسي فإنه لن ينجح في ظل الأوضاع غير الصحية التي تحيط بالنادي"، وهذه إشارة ضمنية تعطي للاعبين حالة من الإحباط التي تجد لهم العذر المقنع عندما يخذلون جماهيرهم، وهذا ما حدث بالفعل، وهذه وتلك وغيرها تؤكد أن رغبته في الرحيل أصبحت أكثر وضوحاً ولكنه يحاول ألاّ تلحقه عقوبات جزائية إذا استقال، فكانيدا الذي جاء بطموح عالية يدرك حجم الإحباط الذي أصابه، ولم يعد لديه الطموح والرغبة في العمل لتحقيق نتائج إيجابية وفقا للإمكانيات المتاحة من خلال نظرة دقيقة لتشكيلته في مباراة الديربي التي اعتمد فيها نظرية (خير وسيلة للدفاع الهجوم) من خلال معطيات (شدّوا حيلكم ياشباب) فخسر هجوماً ودفاعاً! وإدارة الاتحاد مطالبة بالتدخل السريع لوضع حلول وقتية من خلال تعيين مدير للفريق، وبحث أسباب التحول المفاجئ الذي طرأ على شخصيته من خلال تغييره لطريقته ونهجه ومحاولة تصحيح ذلك قبل بداية الفترة الشتوية، وسد هذه الفجوة التي أصبحت واضحة فيما بينها وبين المدرب، على أن يكون لها خلال الأيام المقبلة موقف واضح تجاه كثير من الأمور المتعلقة بمستقبل النادي من خلال دعوتها إلى عقد اجتماع شرفي موسع يتم وضع الأمور على طاولتهم والاتفاق على حل ينهض بالنادي من هذه الكبوة، فما يفعله الفايز في هذه الظروف يدعونا للاستغراب والتساؤل فحين تم تنصيبه رئيسا لأعضاء الشرف أكد أنه يسعى للملمة أعضاء الشرف من خلال اجتماعات متواصلة، وعندما لم يتم اعتماده رسميا من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لعدم نظاميته ورأى من رشحه أن يكون رئيسا للنادي وتم انتخابه نسى أو تناسى هذا الموضوع الحيوي الهام فهو الآن المعني بتوضيح هذا التحوّل وإلا فإن المتغيرات المتسارعة ستكشف بوضوح في الأيام المقبلة.