سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإمارات: 41 عاماً من الوحدة الراسخة والنهضة والازدهار أعلنت ميزانية كبيرة تركز على الصحة والتعليم والمنافع الاجتماعية.. لمناسبة احتفالها بيومها الوطني.. اليوم
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم (الأحد)، الثاني من ديسمبر باليوم الوطني الواحد والأربعين لتأسيس دولة الاتحاد، ولاحتفالات الإمارات بهذه بالمناسبة - هذا العام - شكل ومضمون مختلف عن كل عام. ويبدو أن تنوع الاحتفالات والفعاليات المتعلقة بالمناسبة تعتبر أحد أشكال وتجليات التقييم لمسيرة الاتحاد، فالنهضة والتقدم والازدهار شملت كافة مجالات الحياة، والحضور الإماراتي على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي والدولي قائم بقوة منذ اللحظة الأولى لقيام الاتحاد، فكانت دولة الإمارات حاضرة بفعالية في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وكانت صاحبة الموقف المتميز في حرب تشرين، وما زال الإماراتيون والعرب جميعاً يذكرون مقولة الشيخ زايد بن سلطان،"رحمه الله" مؤسس وباني نهضة دولة الإمارات، "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي". وتمتد الأيادي البيضاء في فعل الخير ودعمه إلى المستويين الإسلامي والدولي لتكشف عن دور الإمارات الكبير في هذا الصدد، واليوم تستمر مسيرة دولة الاتحاد قوية واثقة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وكل ما يسهم في نهضة وتقدم ورفعة الإنسان الإماراتي. وخلال ترؤس الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، جلسة مجلس الوزراء التي تم خلالها اعتماد مشروع الميزانية العامة للاتحاد عن السنة المالية 2013 بإيرادات تقديرية تبلغ 44 مليارا و600 مليون درهم ومصروفات تقديرية بنفس المبلغ ودون عجز. أكد سموه أن الأولويات القصوى لميزانية الاتحاد لعام 2013 ستكون الصحة والتعليم والمنافع الاجتماعية للمواطنين وتطوير الخدمات الحكومية، وذلك التزاما برؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، بتوفير الرخاء والأمن والعيش الكريم لأبناء الوطن كافة أينما كانوا. دولة الاتحاد.. تنمية مستمرة داخلياً.. وعلاقات قوية في المحيط الخليجي والعربي ومع الدول والكيانات العالمية وكثيرة هي المناسبات التي يعلن رئيس دولة الإمارات وحكام الإمارات عن إطلاق السجناء، ودوماً تكون الحصة كبيرة في اليوم الوطني، ووبهذه المناسبة أعلن رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد عن إطلاق سراح 1100 سجين والتكفل بدفع المبالغ المالية المترتبة عليهم. أما الأمن والأمان والاستقرار فهي عناوين بارزة وكبيرة في دولة الاتحاد اليوم، وليس أدل على ذلك من توافد مختلف الجنسيات للعمل والزيارة والسياحة والإقامة في الإمارات العربية المتحدة، ويتجاوز عدد الجنسيات الحاضرة في الدولة 200 جنسية تعيش بمستوى متقدم من الأمان والاستقرار والطمأنينة والعمل دون أي مشكلات أو تعقيدات أو تضييق من الدولة التي انصهرت في بوتقتها كل هذه الجنسيات المختلفة في انتماءاتها ومذاهبها. وينظر الإماراتيون دوماً إلى الثاني من ديسمبر من العام 1971 بأنه يوم مجيد وخالد يزهو به تاريخهم، وسيبقى هذا اليوم ذكرى غالية تورث للأبناء والأحفاد على مر العصور والأزمان، فذلك اليوم شهد ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء ميلادها إيذاناً بتحقق الحلم الذي طالما سعى إليه الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، متمثلاً في تأسيس دولة اتحادية قوية تركها أمانة في أيد أمينة، هي أيدي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، الذين واصلوا قيادة مسيرة التنمية بحكمة وإخلاص وعزم على نهج الآباء المؤسسين. وما يستحق الإشارة، هو أن الوحدة أو الاتحاد حلم يراود الإنسان والجماعة أينما وجد وبغض النظر عن المكان والزمان، ويسعى الإنسان دوماً إلى تحقيق الحلم وتحويله إلى واقع، لكن الوحدة أو الاتحاد يستدعي توافر مقومات الوحدة وشروطها التي أصبحت بديهيات لا بد منها في الشكل والجوهر والمضمون، ويعتقد كثير من الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والتاريخي، أن الأمة العربية هي أكثر أمة في العالم تمتلك مقومات وشروط الوحدة، سواء ما تعلق منها بالجغرافيا أو الديموغرافيا أو الثقافة والعرق والدين والمعتقد والتاريخ والعادات والتقاليد، ومختلف القيم العامة والعناصر اللازمة للوحدة، وشهدت البلدان العربية محاولات عديدة عبر التاريخ الحديث من أجل الوحدة، خصوصاً بعد التحرر من نير الاستعمار والانتداب الغربي، فهناك الوحدة المصرية السورية، التي دامت نحو ثلاث سنوات، وهناك أيضاً وحدة العراق والأردن التي لم تدم طويلاً في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وهناك مشروع وحدة مصر وسورية وليبيا، ووحدة شطري اليمن، وغيرها من محاولات وأشكال الوحدة التي عرفها التاريخ العربي الحديث، ونظر إليها الغرب والعالم نظرة خاصة ذات مغزى كبير، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل والزوال بصيغة أو بأخرى، في حين أن نموذج وحدة الإمارات يعتبر أمراً أو حالة مختلفة تتميز بالديمومة والاستمرار. ومن نافلة القول انه قبل العام 1971 كانت هناك سبع إمارات كل إمارة قائمة بذاتها، لكن حلم الوحدة نظراً لما كان يربط تلك الإمارات من علاقات كان حاضراً بقوة في ذهن القائمين على تلك الإمارات السبع. وكان أن تحقق الحلم وولدت دولة جديدة وحملت اسم دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا الاسم زاخر بالدلالات، فهي تتكون من سبع إمارات متحدة هي: أبوظبيودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة. ورأت الدولة النور واحدة موحدة متمثلة في الثاني من ديسمبر عام 1971 برئاسة الشيخ زايد بن سلطان الذي اشتهر بمقولات واضحة وقوية وواثقة فيما يتعلق بالوحدة، ومن بينها إن طريق المصلحة المشتركة قادنا في النهاية إلى الإمارات العربية المتحدة. ودولة الإمارات تؤمن بأهمية مجلس التعاون الخليجي وضرورة تطويره وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من خطوات بين أعضائه على صعيد التنسيق والتعاون والتكامل في مختلف المجالات، ولا تنظر الإمارات إلى المجلس باعتباره منظمة إقليمية مستقلة عن جسم الأمة العربية، بل تعتبره جهداً عربياً يسهم في تجميع بعض إمكانيات هذه الأمة، وتعزيز تضافرها بما يعود بالخير لا على أبناء هذا الجزء من الوطن العربي فحسب بل على الأمة العربية كلها، وليس أدل على ذلك مقولة الشيخ زايد الشهيرة "ما فائدة المال والثروة إن لم تسخر لبناء الإنسان وتعليمه". ومنذ اللحظات الأولى لقيام دولة الإمارات بدأ هذا الكيان الجديد في احتلال مكانه المناسب بين دول العالم، وكان ثمرة واضحة للجهد الحثيث الذي بذله الشيخ زايد رئيس الدولة وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وحان الوقت للشروع بواحدة من أكبر وأجلّ عمليات التنمية التي شهدتها المنطقة، فانصب الاهتمام على تعميم نشر الثروة وإعمار زوايا الوطن وتشجيع الزراعة والصناعة وبناء المؤسسات الاجتماعية ودفع الدولة حثيثاً نحو آفاق جديدة من التقدم والتطور العلمي والتقني عن طريق تنفيذ المشاريع وتم شق الطرق وبناء المطارات والموانئ وكل ما تحتاجه الدولة للظهور بحلتها المتطورة الجديدة، فدولة الاتحاد تؤمن على الدوام بأن ثروة المنطقة لأبنائها وكل مواطن في أي إمارة له كل الحقوق، وأثبتت السنوات ال 41 من عمر الاتحاد قدرته الكبيرة على تحقيق التقدم والعطاء والاستقرار في أرجاء البلاد، وأصبح الجميع مقتنعين بأهميته العظيمة وضرورة استمراره قوياً منيعاً لمواجهة التحديات وتجسيد أهداف الجميع في الأمن والرخاء والازدهار، وعندما ننظر اليوم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة فإننا نرى اتساع المناطق الخضراء في ربوع البلاد، ونرى المئات من المشروعات الصناعية والبنائية والعقارية وشبكات الطرق والموانئ والمطارات، ولم تقصّر الدولة في تقديم الخدمات الأساسية وتحسين ظروف المعيشة والحياة الأفضل لجميع المواطنين. الشيخ خليفة بن زايد الشيخ محمد بن راشد الشيخ محمد بن زايد