يا مل قلبٍ عذبه كثر الانواع يبا الطمع مير الطمع يخلف الطوع والله لولا زرفلت شقح الاقطاع واقول اباخذ لي مع البدو قرطوع لا اصير في قصرٍ ما اروع ولا ارتاع ولا هالكٍ ظامي ولا ميتٍ جوع ميرالبلا وان طاح بالصلب رماع وشدوا له الحبلان مع بينة الشوع تلقى لهم من عند ابا القد مرماع ما عبروا في عرفج الشق مقطوع حزمٍ غدا لقليقلانه تمرياع والرمث ينبت في مذاريه طالوع في مربعٍ وان جاه راعي الغنم ضاع تلقى الجوازي خنّسٍ فيه وارتوع واحب هد الطير والطرش منزاع شرقٍ من المخرم شمالٍ من الكوع فليا حصل صفق الحباري مع القاع والله ما أغبط اللي يصوع الذهب صوع والرزق عند اللي بنى سبعٍ ارفاع سامع دبيب النمل يمشي على القوع الشاعر: زيد بن غيام الجبلي المطيري من شعراء القرن الرابع عشر الهجري عاش في البادية ونزل مع قبيلته في الارطاوية،كان شاعرنا بدوياً نبيلاً وشاعراً متميزاً لقصائده رونق خاص واشتهر بقصائده الهجينية (رحمه الله). مناسبة النص: جاء في مقدمة النص ان الشاعر زيد بن غيام الجبلي سنة 1335 ه أيام تدين البدو أجبروه على لبس المعمم ونزل بالارطاوية وترك البادية أخذ له مدة تذكر البادية وملاعبهم وشدهم ونزيلهم راح للبادية وقال هذه الأبيات". دراسة النص: يبدو أن هذا البدوي ابن الصحراء والمولع بحياة البادية لم ترق له حياة الاستقرار ولذلك كان في صراع مع نفسه خاصة وأن مجتمعه في ذلك الوقت يعتقدون أن من التدين الهجرة إلى الهجر التي أنشئت لتوطين البادية وأن من يبقى في البادية هو منافق،ولكن البدوي في شاعرنا كان المنتصر فخلق مسببات مقنعة لترك القرية وهي مشاهدة قطعان الإبل البيضاء ومشاركة البدو ولو لوقت قصير،ولو لم تكن هذه المسببات لفضل الاستقرار في منزله آمناً لا يخيف أحدا ولا يخاف من احد ولا يخشى الهلاك من الظمأ أو الجوع،ولكن أكثر ما يشده للبدو ويجعله مولعاً بهم هو أن يصيب المطر ارض (الصلب)فترتحل قبيلته (الجبلان)قاصدة له مع بواكير الصباح فيكون طريقهم التي يسلكونها من عند (ابا القد) ويصف الأماكن التي يكثر بها الكلأ وكيف أن نبات (القليقلان) يكون في حركة راقصة مع الريح التي هزه يمنة ويسرة وقد تراكم العشب وارتفع،وأن هذه الأرض هي من مراعي الإبل ولا تصلح لرعاة الأغنام فهم يتيهون فيها وكأنه يقصد اتساعها وتشابه تضاريسها،ودلالة على خلو هذه الأماكن من الناس فلا يشاهد فيها إلا جوازي الظباء المنتشرة في أطرافها بين الرابضة والراعية للعشب ،وعند ذلك يتوجد شاعرنا على ممارسة هوايته المفضلة وهي القنص بطائر الصقر في الوقت الذي تتفرق فيه قطعان الإبل في الرياض المعشبة ويحدد هذا المكان بأنه شرق (المخرم) وشمال (الكوع)وانه عندما يطلق صقره على طيور الحبارى فهذا هو حلمه وقمة نشوته لا يغبط بها من يملك قناطير الذهب وهو مؤمن بأن الرزق من الله عز وجل.وللشاعر قصائد أخرى تظهر هذا العشق الفطري لحياة الصحراء ومنهن هذه القصيدة الشهيرة المستبشرة بالمطر والربيع والتي قلما تجد من لا يحفظ منها بيتاً: أنا هالني مزنٍ تظهر على الصمان على الضلع الاسمر ضافياتٍ هماليله تبنا خشوم المزن كنه حصى حوران يحن الرعد ومعقرب البرق يوضي له تملت خبار الصلب وين أنت يا العطشان ثمان الخباري تاسعتهن اقحيليله تجارا الحتايف لين تظهر على الجيان و(جغبقا) يقول اصليبيٍ كنه النيله يشد العميل وجلعت طرف الفرقان يبا الصلب الأدنى قبل تكثر نزازيله ولعل من أشهر الهجينيات المتدولة تلك الأبيات التي نظمها شاعرنا زيد بن غيام عندما مرت به إحدى الفتيات الجميلات فأطاحت نسمات الهواء بلثامها وقد فتن بما شاهد فقال هذه الأبيات يعرض عليها الزواج ويمنحها راحلته التي لا يملك سواها: تو ما شافت غزير الزين عيني طاحت الغدفه وشفت اللي تحتها الجدايل فوق متنه طرقتيني يا صباح الخير يا شوف اطخمتها بس عذروب الحبيب شارتيني مع سواد عيونها طول ارقبتها والنهود اصغار مثل البيضتيني ما تحوت بنتها ولا ارضعتها لعنبوك اخذي ذلولي وامنعيني عندكم تبقا ولا عند اورثتها مخطوط قصيدة ابن غيام