صدر عن سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ بيان امس حول حوادث التفجيرات التي وقعت يوم أمس الخميس في لندن . وفيما يلي نص البيان: الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد .. فانه مع تتابع الاحداث وما يجري في العالم من حوادث قتل فردية أو جماعية أو حوادث تفجيرات وتدمير ممتلكات وترويع الآمنين كل هذه من الافساد في الارض وهو محرم في دين الاسلام ونسبة ذلك الى دين الاسلام نسبة ظالمة فدين الاسلام منه براء والواجب على أهل الاسلام القيام في هذا الامر وبيان الحق وكشف الزيف واعلام كافة البشر بأن دين الاسلام دين الصلاح والاصلاح دين الرقي بالبشرية واخراجهم من الظلمات الى النور دين رضيه الله للبشر وختم به الاديان وأتمه وأكمله يقول الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فديننا جاء باحترام العهود وتحريم نقضها يقول الله عز وجل {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا} ويقول سبحانه {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} وجاء الاسلام بتحريم قتل النفس بغير حق يقول الله عز وجل {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} وجاء الاسلام بتحريم الافساد في الارض وجعل ذلك من الكبائر يقول سبحانه {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}. وجاء الاسلام بعموم العدل مع العدو فلا تحملك عداوته على الاعتداء عليه وظلمه يقول الله عز وجل {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى} وان ما يجري في العالم اليوم من تفجيرات وما حدث صباح الخميس من تفجيرات في لندن استهدف جملة من الآمنين هذا مما لا يقره دين الاسلام ولم يأت به بل هو من المحرمات في ديننا كما بينا ومن نسب ذلك الى الاسلام أو ادعى أن دين الاسلام يقر هذا العمل فقد أعظم الفرية على دين الله والله عز وجل يقول {إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} وقال سبحانه {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}. وقد تكرر بحمد الله انكار هذه الاعمال الشنيعة من قبل علماء المسلمين المعتبرين في هذا الزمن وتكرر منهم البيان بأن هذا ليس من الاسلام في شيء فلا عبرة بمن خالف هذا قولا أو فعلا فانه محجوج بالادلة الشرعية واطباق العلماء المعتد بهم على ما ذكرنا فالواجب تقوى الله عز وجل والحذر من الوقوع بما حرم الله عز وجل من القتل أو التفجير أو الافساد في الارض وكذلك الجرأة على دين الله عز وجل ونسبة هذه الشناعات اليه وهو منه براء. ويجب على أهل العلم تكرار البيان والايضاح حتى يرعوى من ضل عن صراط الله المستقيم وحتى يتضح للعالم أن هذه الجرائم لسيت من دين الله عز وجل وحتى تبرأ ذمة العالم ويخرج من العهدة فان الله عز وجل أخذ الميثاق على أهل العلم بالبيان وحرم عليهم الكتمان يقول الله سبحانه {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}. هذا ما أحببنا بيانه نصحا لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم وبراءة للذمة. وقى الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين الشرور والآفات انه سبحانه سميع مجيب . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ