هناك نوعان من التعامل مع الفرد الآخر كإنسان أو كشيء والأخير يطلق عليه باللغة الإنجليزية Depersonalization، وفي تعاملنا مع الآخر لابد أن نعاملهم بطرق إنسانية تقوم هذه المعاملة على التقدير والاحترام والمساواة والحرية والإيمان الكامل بحق الإنسان فى تحقيق ذاته وأهدافه ما دامت في حدود المعقول والمنطق!!. وهذا مبدأ هام حتى في تربيتنا لأطفالنا. وعندما نعامل الإنسان كشيء فإننا نهمل أبسط حاجاته الإنسانية. فالممرضة التي تقوم كل صباح بتغيير ملابس المريض وتنظيفه وتغيير أغطية سريره قد تتعامل مع المريض كإنسان أو كشيء في الحالة الأولى ستبتسم في وجه المريض وستسأله عن حاله وتعطيه بعض التعليمات فيما تريد أن تقوم به !!. وفى حال تشيؤ المريض تأتي الممرضة للقيام بواجبها الوظيفي فقط دون حديث ودي مع المريض ودون إعطاء تعليمات لما ستقوم به قد تنقل المريض من سريره لسرير آخر وتتعامل معه كشيء!!. أو كما يجتمع الفريق الطبي لمناقشة حالة المريض عند سريره وهو يستمع للمناقشة دون مشاركة وكأن لا وجود له!!. تذكرت هذه القضية عندما وجدت شريطا قديما لدي يشرح فيه أحدهم من باب الوعظ والنصيحة كيف أن أحد الآباء العظماء على حد قوله رغبت ابنته الطموحة فى تكملة دراستها فى الخارج ولكن الأب كان يرفض هذه الفكرة تماماً وتتوالى القصة التى يبدو أن قصص ديزني قابلة للتصديق أكثر ومنطقية عما رواه صاحبنا!!هذا طبعاً عدا الرمزية فى التعامل مع المرأة كشيء. يذهب الأب إلى إنقاذ ابنته ودفن وقمع رغبتها، يأخذها إلى الصحراء ويعرف هناك شابا يعيش فى الخيام ويرعى الغنم والإبل ولم يتزوج!! ثم يقوم هذا الشيخ بوصف سلوك الأب حيث يقف بسيارته وينادي هذا الشاب ويمنحه ابنته هدية ليتزوج بها!!. يعني بالضبط كنقل الأثاث من مكان لمكان، قطعة الأثاث تنقلها دون إرادتها!! قد تركلها بقدمك أو تقص منها لتناسب مساحة ما تدخلها فيه تلونها تشكلها كما تريد!! قد لا تكون هذه القصة حقيقية وضربا من ضروب خيال هذا الشيخ الخصب ولكن كما ذكرت الفكرة من وراء قصة كهذه أن المرأة عندنا ما زالت لدى الكثيرين مجرد شيء. دعونا نتصور القصة بطريقة أخرى شاب مثقف واع أراد السفر للدراسة ولكن والده خاف عليه ثم أخذه للصحراء وعقد قرانه على ابنة صديقه التى تساعد والدها فى رعي الغنم! ما رأيكم؟!.