أعلن مندوب السودان الدائم لدى الاممالمتحدة السفير دفع الله الحاج أن بلاده نجحت في عرقلة مشروع قرار تقدمت به الولاياتالمتحدةالامريكية في مجلس الامن الدولي بشأن الاعتراف بمقترح رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوي ثامبو امبيكي الخاص بإجراء الاستفتاء في بلدة ابيي النفطية المتنازع عليها مع جنوب السودان. وقال الحاج ان جهود بعثته نجحت في تعطيل المساعي الامريكية الدؤوبة لاعتراف مجلس الامن بمقترح امبيكي، متخطيا مجلس السلم والامن الافريقي، لافتا الى ان البعثة اجرت اتصالات تمكنت خلالها من اقناع اعضاء المجلس بأن مشروع القرار متحامل على طرف دون الآخر وتمريره يعتبر استباقاً للاحداث وموقفاً غير صائب، لاسيما وان مجلس السلم والامن الافريقي لم يتخذ قراراً بشأنه حتى الآن. وحذر الدبلوماسي السوداني من ان فرض أي حل قسري لن يحقق الاستقرار في المنطقة، وأضاف بأن تبريرات البعثة اقنعت الدول الاعضاء وافضت الى عدم تبني المشروع والاكتفاء بتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة المؤقتة لأبيي "يونسيفا" لمدة ستة اشهر، حتى الحادي والثلاثين من مايو المقبل. وطالب قرار المجلس رقم 2075 بالاجماع، السودان وجنوب السودان بالانتهاء على وجه السرعة من إنشاء إدارة لمنطقة أبيي، المتنازع عليها، وتشكيل دائرة شرطة في المنطقة لتمكينها من الاضطلاع بمهام حفظ الأمن في جميع أنحاء أبيي. وأكد سفير السودان بالاممالمتحدة، أن حكومته ستعمل مع حكومة جنوب السودان للتوصل إلى حلٍّ مرض حول أبيي. وقال إن أية "خطوة من جانب واحد لن تؤدي إلى إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة وهو هدفنا الرئيسي". من جهته، قال سفير جنوب السودان، فرانسيس دينغ، إن التوصل إلى اتفاق "سيكون عنصرا حاسما في إحلال السلام والاستقرار اللذين تتطلع إليهما منطقتنا". ومنح الاتحاد الأفريقي مهلة تنتهي في 5 ديسمبر للخرطوم وجوبا للاتفاق على وضع نهائي لمنطقة أبيي. من جهة ثانية ابلغت الخرطومجوبا رسمياً بعدم استعدادها لاستقبال نفط الجنوب الذي يفترض ان تستأنف عمليات تصديره الاسبوع المقبل ورهنت الخطوة بتنفيذ اتفاق الترتيبات الامنية أولا، خاصة فك الارتباط بين جنوب السودان ومتمردي الحركة الشعبية - قطاع الشمال. وكان اجتماع للجنة المشتركة والمختصة بتنفيذ الاتفاقيات الامنية في جوبا الاسبوع الماضي قد مني بالفشل بعد اخفاق الطرفين في الاتفاق على اجندة الاجتماع الذي ترأسه وزيرا دفاع الدولتين وذلك عندما تمسكت الخرطوم بادراج اجندة خاصة بفك ارتباط الجنوب بالحركة الشعبية "قطاع الشمال" والتي تقود تمردا حاليا بولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان السودانيتين. وأكدت الخرطوم على لسان وزير النفط عوض الجاز ربط تنفيذ اتفاق النفط بالترتيبات الامنية وشدد في تصريحات أن الترتيبات الامنية تمثل اولوية للخرطوم وتبادلت الدولتان المنفصلتان الاتهامات بشأن التنصل من تنفيذ الاتفاقيات. وعلمت "الرياض" أن وفداً من الاتحاد الافريقي سيصل الخرطوم الاسبوع الجاري لانقاذ اتفاقيات التعاون من الانهيار واكدت مصادر أن الوفد سيزور الخرطوموجوبا لمحاولة انقاذ عاجلة والزام الطرفان بالتقيد بجداول التنفيذ الواردة في الاتفاقيات لاسيما اتفاق النفط واكدت ان ضغوطا دولية تمارس على الطرفان لتجاوز نقاط الخلاف. وأكد وزير التجارة بدولة الجنوب قرنق دينق استعداد جوبا لضخ النفط عبر الخرطوم في أي لحظة واشار لتعليمات صدرت من وزراة النفط لشركات البترول بجوبا للاستعداد لاستئناف عملية تصدير النفط حال موافقة الخرطوم، رغم ان وزير النفط قدم تنويرا لمجلس وزراء الجنوب ابلغهم فيه بأن وزير النفط السوداني ابلغ وفدا من وزارة النفط الجنوبية ان الخرطوم غير مستعدة لاستقبال نفط الجنوب. واتهم دينق في حديث ل"الرياض" الخرطوم بالتنصل عن الاتفاق واعتبر الشروط التي تربط بها تنفيذ اتفاق النفط واهية، قاطعا بان جوبا فكت ارتباطها بالحركة الشعبية قطاع الشمال قبل اعلان دولة الجنوب رسميا وأكد ان اجتماع مجلس وزراء الجنوب وجه بالاستمرار في الاستعدادات لضخ النفط وشدد "الكرة الآن في ملعب الخرطوم".