بانتقال اللاعب أسامة هوساوي للنادي الأهلي قادماً من نادي أندرلخت البلجيكي بعد تجربة احترافية على طريقة "الترانزيت" تكون إدارة الهلال قد أصبحت في موقف لا تحسد عليه؛ على الأقل مع جماهير "الزعيم"، التي لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى مكتسبات الفريق الفنية تطير من النادي لتحط في أحضان المنافسين، خصوصاً وهي تترقب الآن الإعلان الرسمي في أي لحظة عن رحيل الفريدي. أكثر ما يوجع الجماهير الهلالية في رحيل هوساوي للأهلي -وهو النجم الذي عشقته- هو نومها على وسادة الاطمئنان بأنه حين يعود للسعودية من جديد فلن يحط رحاله في غير "البيت الأزرق"، وما جعلها تسلّم لذلك التصريحات التي أطلقها في مؤتمره الصحفي الذي سبق رحيله إلى بلجيكا، وهي التصريحات التي بدا أن الإدارة الهلالية ارتاحت لها، وإن لم تعبر عن ذلك؛ لأنها أسهمت إن بطريقة أو بأخرى في امتصاص شيءٍ من احتقان الجماهير ضدها، وتخفيف الضغوطات عليها لعدم تمكنها من إقناعه في البقاء. من الناحية الاحترافية لا يمكن لكائن من كان أن يلوم هوساوي على خطوته بالاتجاه نحو "القلعة الخضراء"؛ لأن لا شيء يلزمه بالعودة لمعقل "الزعيم" لكن الأمور لا تقاس بالضرورة احترافياً أو قانونياً؛ حتى في أوروبا وهي مهد الاحترافية ومنبع القوانين؛ إذ ثمة اتفاقات شرفية، أو ما تعرف باتفاقات "جنتلمان"، وهي التي يمكن للهلاليين أن يلوموا هوساوي فيها؛ ولكن حتى في هذا الجانب ينبغي أن تكون جماهير الهلال على بينة من أمرها، إذ السؤال الآن: هل هوساوي –بالفعل- قد قطع على نفسه وعداً بالعودة أم لا؟! الأمور حتى اللحظة تبدو ملتبسة، فاللاعب وكما هو معروف صرح بمسألة عودته في مؤتمره الصحفي الذي عقده في نوفمبر من العام الماضي لبيان موقفه من عدم رغبته في تجديد عقده، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام، وسط صمت منه طويل، قبل أن يعود لتوضيح موقفه عبر تغريدة له في "تويتر" قبل نحو ثلاثة أسابيع إذ أوضح فيها بأنه غير ملزم بالعودة للهلال كونه رحل عنه بعد نهاية عقده، وأن التزامه بالعودة كان مشروطاً بالتخلي عنه خلال فترة الأشهر الستة الأخيرة من عقده، مشدداً على أن ما يدور حول التزامه للهلاليين بالعودة غير صحيح، وهذا الموقف وتوقيته يجعل الأسئلة تتناثر في كل اتجاه وتحديداً صوب اللاعب، وصوب إدارة الهلال، بل حتى صوب إدارة الأهلي. هوساوي في هذا الجانب قال كلمته مرتين وانتهى، المرة الأولى حين غرّد في "تويتر" بأنه غير ملزم بالعودة، والثانية حين نفذ تغريدته ووقع للأهلي، وبذلك يكون قد رمى الكرة في مرمى إدارة الهلال التي باتت اليوم ملزمة بالتوضيح، بحيث تبين لجماهير النادي إن كان هوساوي – بالفعل- قد أخلف وعده معها، وبذلك يكون في مواجهة الجماهير التي عشقته، وتبرئ في المقابل ساحتها، أو أن تصادق على كلامه، وتكفيه بذلك شر ما قد يواجهه مع الجماهير التي عشقها هو أيضاً، حتى وإن كانت بذلك ستصيب نفسها في مقتل؛ ففي نهاية المطاف الجماهير ستعرف حقيقة مَنْ خدع مَنْ، وسيكون الموقف أصعب؛ خصوصاً إذا ما اكتشفت أنها الطرف المخدوع في المسألة برمتها!