بالأمس القريب وأنا أتلقى رسالة من النادي الأدبي بحائل مضمونها أن منطقة حائل فقدت أحد أبنائها ( الأديب الاستاذ سعد بن خلف العفنان) ذهلت من هول الصدمة التي نزلت علي كالصاعقة بحكم معرفتي عن هذا الأديب العملاق الذي يعتبر من القلائل. لقد تعرفت عليه قبل خمس وعشرين سنة عندما كنت أزوره في مزرعته الواقعة شمال حائل (الخطة ) وكنت في بدايتي في التأليف وكنت أستمع لتوجيهاته ونصائحه التي لايمكن بأي حال أن أنساها .لم ترحل عنا أيها الأديب الإنسان . لقد تركت كما كبيرا من الكتب التي أثرت المكتبة بكم كبير في مجال العلوم المعرفية الكبيرة على سبيل المثال لا للحصر كالشعر والزراعة والسيرة .. القلم يعجز أيها الأديب الإنسان أن يتكلم عن صفاتك ومآثرك التي لاتنسى.كيف أكتب عن علم من أعلام المملكة العربية السعودية وأنا طالب في الروضة ودائما مايكون التلميذ مقصرا بحق أستاذه وأنا عاجز ومقصر في حقك أيها الشاهق لان كلماتي بسيطة بحقك فكيف لك أن تغفر لمحبك وهو يكتب عنك وأنا لاأستطيع أن أعطيك حقك أيها الأديب الإنسان . حينما فكرنا قبل شهرين في مجلس إدارة نادي حائل الأدبي أنه في كل شهر أن نكرم أحد رموز الأدب والثقافة بمنطقة حائل كان المجلس سباقا كعادته في ذكر اسم سعد العفنان كأول شخص يتم تكريمه ..وبالفعل سارع زملائي بالمجلس بإحضار الهدايا والدروع لكي يتم زيارته في بيته العامر بحي الوسيطاء وكان لي الشرف الكبير أن أكون المنسق فاتصلت بابنه خالد وأخبرته أننا بالنادي الأدبي سنقوم بزيارة الأستاذ / سعد بن خلف العفنان الذي وافاه الأجل بعد رحلة طويلة مع المرض الذي أبعده عن التأليف والإبداع .. وتكريمه، فاعتذر ابنه عن الزيارة بسبب مرضه ومراجعاته المستمرة للمستشفى .وكنت بين فترة وأخرى أتصل وحالته لم تتحسن علما أن مجلس النادي لم يزر أي شخصية أخرى لأن الهاجس لدينا أن أبا مفيد هو أول الرواد ولكن القدر أسرع من أن يكرمه النادي الأدبي .. رحمك الله أبا مفيد والكلمات تعجز واللسان أصم في أن يكتب عن قامة شاهقة في مجال الثقافة . وقد أحسن نادي حائل الأدبي حينما كرمه من ضمن رواد الفكر في منطقة حائل في ملتقى حاتم الطائي الأول العام الماضي حيث كان رحمه الله من ضمن المكرمين . أدعو من خلال هذا المنبر الحر أمانة منطقة حائل أن تضع هذا الرمز على أحد شوارعها يكون تخليدا لما قدمه للمكتبة السعودية من إصدارات رائعة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل . أبكيت قلمي وأنا ممسك به كي أكتب عن سعد الإنسان لأن ذكراك عطرة وزاخرة من الإبداع والمعرفة . رحمك الله وأسكنك فسيح جناته .رحلت وتركت كمّا كبيرا من حب الناس لك أيها الشاهق . لم تمت من ذاكرتنا بل باق اسمك في قلوب محبيك .. *عضو مجلس نادي حائل الأدبي رئيس اللجنة المنبرية