لم يأتِ الإسلام إلى العالم العربي وبالذات الجزيرة العربية وهناك حضور معلوماتي أو معقولية أفكار وعلاقات.. أتى الإسلام في بدايته وهو بمضامينه مرحلة نقل للإنسان نحو تطور عقلي في فهم مضامين إنسانية لا توفر فقط وحدة المجتمع الذي كان وقتها يمثل شتات خلافات متنوعة وعداوات ذات شراسة كفاءتها في جزالة القتل.. كانت مفاهيم الإسلام قادرة على نقل تلك البداوة الشرسة إلى واقع إنساني تتوفر له جزالة المعلومات وجزالة تنوع العلاقات لكن بعد غياب الخلفاء الراشدين عادت البشرية العربية إلى مفاهيمها السابقة بل وممارسات مؤلمة ولو أن خلافة أبي بكر امتدت لعشرين عاماً ومثلها خلافة عمر بن الخطاب لثلاثين عاماً لتوفرت فرص تصحيح المفاهيم وتقبل الإسلام وهو في موضوعياته مفهوم لدى أقلية ومجهول لدى الأكثرية خصوصاً ما حدث في عهدي عثمان وعلي من صراعات ثم بعد ذلك الابتعاد عن الجزيرة العربية نحو دمشق ثم بغداد. دعونا نتصوّر لو أن الموضوعية الإسلامية والتي تختلف عن أي ديانة أخرى توفرت للمواطن العادي.. للبدوي الرحالة في ذلك العصر القديم كيف كان سيحدث من تطور حضاري مبكر.. نحن الآن في المملكة نطل على منطلقات التنوع في قدراتنا العلمية والاقتصادية عبر كثير من التوجهات التي ترعاها الدولة ومحدودة التواجد في كثير من الدول العربية.. نحن نحتاج إلى التوجه العلمي لأن قدراتنا الطبيعية غير العلمية محدودة جداً وغير كافية لكمية الحضور السكاني، ولذا فإن منطلق جامعة الملك عبدالعزيز في الهندسة النووية يهتم بتطبيقات طبية وأخرى زراعية وأيضاً صناعية.. تأتي جامعة الملك عبدالله في إيجاد مصادر ليست بديلة لكنها مكملة للبترول وفي نفس الوقت محافظة على موضوعية استهلاكه بتوجهات نحو تحلية المياه ونحن نعرف مدى معاناتنا من ندرة المياه وتوفير جزالة الكهرباء وهنا نعرف أيضاً مساوىء الامتدادات الجغرافية في بلادنا.. هذه المداخل العلمية التي تنفرد بها بلادنا ستكون داعمة للتطور العلمي والاقتصادي ومضيفة إلى عمر البترول مزيداً من سنوات تخدم الأجيال القادمة.. البترول الذي بقي زمناً طويلاً ومعلومات المواطن عنه محدودة جداً ومن تتوفر لديه المعلومات كأن يكون مسؤولاً فيها قبل عشرات السنين فإنه لا يتحدث عنها ووضعه معها مثل أي سعودي في ذلك الزمان يتزوج من مثقفة وجميلة وذات ثلاث لغات لكن هويتها بريطانية أو أمريكية فيفضل أن يبقى زواجه سرياً ولا يتحدث إلاّ عن «بنات الديرة».