يصنف المتخصصون في مجال السلامة المرورية السياج الحديدي في الجزيرة بين الطريقين؛ أنه من أهم وسائل الأمن والسلامة على الطرق السريعة التي تقي من وقوع حوادث جسيمة؛ وذلك لمنع انتقال السيارة من مسارها إلى آخر في حالة حصول حوادث مرورية يفقد خلال السائق السيطرة على المركبة، وطريق (الاحساء - الدمام) وعلى الرغم من أن معدات السفلتة لا تزال تعمل في الأجزاء الأخيرة منه، إلاّ أن مسافات كبيرة من السياج قد تحطمت جراء اصطدام الشاحنات والسيارات به، ومع الضعف الشديد في الصيانة للسلك؛ أصبحت مسافات طويلة من الطريق بلا سياج، ما يشكل تهديداًَ لأرواح المسافرين، ويعيد سيناريو إزهاق الأرواح في هذا الطريق مرة أخرى بعدما استمرت الدماء تنزف فيه عقوداً من الزمن. طريق مزدحم يُصنّف الطريق الرابط بين الأحساء ومدينة الدمام على أنه أكثر طرق المملكة ازدحاماً على مدار العام، فملايين الشاحنات والسيارات من داخل والمملكة وخارجها تسلك هذا الطريق الذي يربط بين الاحساء ومدن المنطقة الشرقية، كما يربط بين دول "عمان" و"الإمارات" و"قطر" بدولة "الكويت"، كما يربطها ببلاد الشام، يضاف إلى ذلك إلى كون الطريق يقع في منطقة عمل رئيسية لشركة "ارامكو السعودية"، ويشكل موظفو وآليات أرامكو نسبة كبيرة من مستخدميه ذهاباً وعودة على مدار الساعة، وإذا ما علمنا أن المسافرين إلى خارج المملكة -وهم كُثر- يستخدمون هذا الطريق للذهاب إلى مطاري الملك فهد بالدمام أو مطار البحرين، ما يعني أن الطريق يعج بالازدحام على مدار العام. "الزين ما يكمل" "الزين ما يكمل".. هذا أبلغ وصف لطريق (الاحساء- الدمام)، حيث بذلت عليه الدولة مبالغ ضخمة ليتحول إلى أربعة مسارات مريحة في الاتجاه الواحد -بمجموع ثمانية مسارات في الاتجاهين- وتبعث الاطمئنان في قلوب السائقين، بعدما فُقدت الطمأنينة لعقود في طريق يحصد روحاً تقريباً في كل يومين، إلاّ أنه يعاب عليه الاهتزازات الموجودة في الطريق في خلل تنفيذي واضح، كما أن رحلة واحدة على هذا الطريق -الذي لم ينته العمل منه بعد- تكشف ما يعاني من تحطم مسافة كبيرة في السياج؛ جراء كثرة الاصطدام بسبب الحوادث المرورية، حتى أنك لا تسير مسافة (كيلو متر واحد) دون أن يكون هناك مسافة كبيرة من السياج محطمة، بسبب انطلاق السيارة أثناء الحادث المروري إلى المسار الآخر، ومن ثم يزداد ضحايا الحادث المروري بشرياً ومادياً.. وما دام أن جزءاً كبيراً منه قد تلف؛ يعني ذلك أنه استوفى فائدته من خلال حجز السيارة المفقود السيطرة عليها من الانتقال إلى المسار الآخر، حتى أصبح السائرون في المسار الآخر، يدينون بالفضل بعد الله -سبحانه- إلى هذا السياج الذي وقاهم خطر الحوادث المجاورة، بيد أن أجزاء كبيرة من السياج تتطلب صيانة دورية بعد كل تهشّم، لكي تستمر فائدته. إنارة الطريق كما يعيب الطريق تأخر إنارته، على الرغم من توجيهات الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية بإنارته منذ أكثر من عام، حيث تتم إنارته ببطء شديد، على الرغم من أن توفير الإضاءة السليمة يوفّر راحة أفضل للسائقين، ويزيد من عوامل الأمن والسلامة، ويخفف من عدد الحوادث المرورية. صيانة ضعيفة وأكد "شبر الموسى" -أحد مستخدمي الطريق بشكل يومي- على أن السائر في طريق (الأحساء- الدمام) لن يحتاج إلى فراسة لملاحظة ضعف صيانة الطريق، وعدم معالجة تهشّم أجزاء كبيرة من السياج الحديدي العازل بين المسارين، فضلاً عن الحفر الكبيرة المنتشرة في الطريق بسبب الشاحنات الضخمة، والتي تزايدت واتسع كبرها؛ بسبب إهمال الصيانة. واستغرب بعض مستخدمي الطريق من تراكم أطنان من الإطارات المنسلخة على جانبي الطريق دون أن تتم إزالتها؛ مما شكل منظراً مشوّهاً في جنبات الطريق، ناهيك عن أن بقاءها بهذا الشكل يسبب خطراً لبعض السيارات، متسائلين عن مدى توفّر شركة للاهتمام الدوري بهذا الطريق. ازدحام الطريق على مدار الساعة يتطلب اهتماماً وصيانة أكبر وأفضل دفن السياج الفاصل بين جنبات الطريق ضاعف الخطر على سلامة السائقين بسب دخول الإبل جمال سائبة وأشار "عبدالواحد الصالح" إلى أن الجمال السائبة صارت تسرح وتمرح في الطريق؛ مرجعاً سبب ذلك إلى أن المقاول المنفذ للطريق وخلال عمله دفن السياج الذي يمنع دخول الجمال السائبة بالرمال؛ مما مكّن الجمال من الدخول بشكل شبه يومي وبسهولة في ناصية الطريق، مطالباً بإعادة صيانة السياج، وإزالة الرمال عنه؛ لمنع دخول الجمال وحفاظاً على أرواح عابري الطريق. حوادث مفجعة وسجل الطريق حوادث مميتة، راح ضحيتها عدداً كبيراً من شبابنا الذي خرجوا لأعمالهم أو دراستهم، ولعل شهر رمضان الماضي شهد أحد هذه الحوادث، وراح ضحيته ثلاثة من الشباب جراء انتقال سيارة من المسار الآخر واصطدمت بهم؛ ما أدى إلى انشطار سيارتهم ليخلفهم جثثاً هامدة، وترك لوعة وألماً وحزناً في قلوب أمهاتهم وآبائهم. سيناريوهات تراجيدية مفجعة تكررت مئات المرات، وخلّفت آلاف الضحايا على هذا الطريق، ومع بدء العمل في سفلتته بعث الأمل في نفوس مرتاديه أملاً في تقليل الحوادث المميتة، إلاّ أن سرادق العزاء تأبى إلاّ أن تفتح أبوابها لكثير من الأهالي؛ بسبب حوادث ناتجة عن سوء طريق (الدمام- الأحساء).. يذكر أن الطريق الرابط بين الاحساء وبقيق -الذي لا تتجاوز مسافته 75 كلم- لا يزال دون سياج بين الطريقين، فإلى ماذا الانتظار والتأخير في عمل السياج؟ هل ننتظر وقوع ضحايا جدد؟. دور مرتقب "بقيق"، "شدقم"، "العضيلية"، "العثمانية"، "الحوية ، "عين دار"، "القرية"، "حرض"، و"الأحساء".. كلها مناطق عمل رئيسية لشركة "أرامكو"، ويتنقّل قياديو الشركة ومسؤولوها وآلاف الموظفين فيها، ومعهم آلاف الموظفين في عشرات الشركات العاملة في مجال النفط والغاز والمرتبطة بعقود مع شركة أرامكو من وإلى هذه المواقع النفطية الهامة والحساسة عبر طريق (الأحساءالدمام)، ولنا أن نتخيل حجم الحركة على هذا الطريق، وهذا ما دفع كثيرا من موظفي "أرامكو" لمطالبة الشركة بالتعاون والتنسيق مع وزارة النقل إلى مساهمة الشركة في الارتقاء باشتراطات السلامة والأمن على هذا الطريق حمايةً لأرواح مسؤوليها وموظفيها، وهذا أمر ليس بمستغرب من الشركة التي أنفقت وتنفق ملايين الريالات سنوياً لتوفير سبل السلامة في مواقع العمل لديها، وبطبيعة الحال فإن هذا الطريق لا يقل أهمية عن المعامل المنتشرة على جانبيه.