إذا كنا نشعر بحقائق التقدير لما انتهى إليه موسم الحج من كفاءة أمن وخدمات طبية ورعايات اجتماعية؛ فنحن ندرك أن الأمر لم يتم بتوفير قدرات خاصة تتميز بها مناسبة خاصة، وإنما ما تم هو شاهد بعض من خصوصيات تطوير لمختلف أوضاع المجتمع، وهذا التطوير لم يحدث وهو بعض من مناسبات فرض خاصة، وإنما هو جزء من استمرارية تحديث جزالة تنوع جودة حقائق الأوضاع العامة.. ويحدث ذلك وسط أوضاع عربية مقلقة بل ومضحكة في بعضها داخل عالمنا العربي الذي كان يتصور جيلي في عصر دراسة المرحلة المتوسطة أنه بداوة عاجزة عن مجاراة متغيرات العالم العربي التي كرّس بها إعلام شخصي التوجهات لكي يخدعنا بأحلام غير موضوعية الحضور.. ألم تكن بغداد تغني.. كريم كريم للأمام.. ديموقراطية وسلام.. ونرى أنه حتى الآن لم تحدث ديموقراطية أو سلام.. أو ما عُرف في دولة عربية أخرى بظاهرة زوار الفجر.. وهم مكلفون بإطلاق الرصاص على معارضين صباح فجر محدد عند أبواب مساكنهم.. وكيف انتقلت السودان من دولة تطور هائلة قبل ستين عاماً إلى باحثة عن رعاية إيرانية عبر رعايتها لوجود عسكري غير معقول، فتحدث تصفيات تقوم بها إسرائيل.. ومن طرائف ما يبرر به ذلك؛ أن السودان لا ترتبط بعلاقات عربية مجزية.. فما هو المجزي لدى إيران؟.. شمال أفريقيا.. باستنثناء المغرب.. كيف هو واقع الحاضر وما كان عليه الماضي؟.. أين لبنان الأروع عربياً قبل أربعين عاماً وكيف هو أمنياً الآن؟.. الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - واجه أعنف محاولات عدوان وأعنف محاولات تدخل وتغرير ببعض المواطنين وحيث التزم باعتقال بعض أولئك إلا أنه لم يصدر قرار إعدام ضد رجل واحد.. لكن يجدر بنا أن نقف أمام حقيقة مهمة من واقعنا الراهن لا يبيح وجودها، فإذا كنا - ولا أحد ينكر ذلك - نعتبر أكثر الدول العربية تفوقاً في حماية حدودنا، رغم أن لدينا امتدادات حدود مزعجة في حجم الاتساع والتباعد، ثم أيضاً نعتبر الأكثر كفاءة في مطاردة نظام القاعدة وكبح شمال اليمن لئلا يسيء إلى جنوب المملكة.. ترى هل هناك تماثل بين هذا الواقع وبين مظاهر أخطاء لا تقوم بها تنظيمات سياسية ولا هي بتحريض قوى أجنبية مثلما هو حال معظم الدول العربية، ولكنها إما بفعل جنسيات غير مؤهلة للعمل وبينها من يتجه إلى متاجرة المخدرات أكثر من واقع عمله.. يضاف إلى ذلك فئات شباب تستهتر بالأنظمة وبعضها يمارس عادات قبلية بإطلاق النار عند أي حالة احتفال، وتتنوع في مواقع التفحيط منطلقات الدمار المؤلم.. لماذا لا تكبح هذه التجاوزات بدقة متابعة في داخل المملكة كما هو الحال في أهميات مناسباتها أو مواقع حدودها..