ما من شك أن تاريخ التلفزيون في السعودية عريق وقديم، وهذا يعطيه فرصةً لأن ينطلق من تجاربه الثرية ليكون أكثر قوةً وتأثيراً، وأكثر جذباً للمواطنين على الأقل في متابعة ما يخصهم من أخبار. لن يستطيع التلفزيون الحكومي أن يبتلع كل شيء بمعنى أن يبث أحدث الأفلام وأندر المباريات وأدق الأخبار أو أن ينتدب 6000 مراسل لتغطياتٍ تشكل كل السعودية كما فعلت CNN مع إعصار "ساندي"، ورحم الله تلفزيوناً عرف قدر نفسه! التلفزيون السعودي لديه إمكانات ولديه مستحيلات، عليه أن يطور الإمكانات وأن لا ينافس القنوات الأخرى فيما يعجز عنه، وأنا هنا أعني القنوات التلفزيونية الحكومية بعمومها. التلفزيون يعتني بالأمور الوطنية والسعودية والمحلية أساساً، ونحن في غربتنا وفي أسفارنا نبحث عن هذه القنوات السعودية لمعرفة ما هو حاصل في البلد أو لأخذ صورة معينة أو للوقوف على الأجواء هناك. السعودية لديها مائة ألف مبتعث ومبتعثة، ولديها آلاف المغتربين للعمل أو للطبابة أو لأي سببٍ كان، هؤلاء حين يجري أي حدث تجدهم مباشرةً يبحثون عن التغطيات النادرة والناجزة والساخنة التي يجب على التلفزيون تغطيتها. حادث انفجار الغاز الأخير تأخر التلفزيون في تغطيته مقارنةً بقنواتٍ أخرى. والسبب ليس لأن الحدث جرى صباحاً ولمّا يروّق بعض الموظفين هناك. الانترنت لا يقول كل شيء، بالعكس أحياناً يكون مردوده سلبياً وغير مجد، التلفزيون لو أرسل مجموعة من مراسليه لتوقفت الكثير من الشائعات في لحظتها، غير أن التغطية لم تأت إلا بعد ساعات وبمعلومات ناقصة وباستغباء أحياناً للمشاهد الذي وقعت بيده مجموعة من الصور التي تبيّن هول الحدث. نائب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالله الجاسر، في تصريح لجريدة "الشرق" رفض التعليق على الانتقادات التي وجهت للتلفزيون السعودي، وبخاصة القناة الإخبارية، في تغطية حادث الانفجار، بل قال:"إن هيئة الإذاعة والتلفزيون، التي استُحدثت مؤخراً، هي الجهة المشرفة على تلك القنوات، التي يمكن أن تجيب عن هذه التساؤلات"! ونقول إن الهيئة لم تبلع ريقها لتجيب عن الأسئلة وإلا فإننا لن نحميها من الأسئلة. بآخر السطر، هذه القنوات العديدة يمكن أن تتخصص إحداها بنقل أخبار السعوديين مباشرةً ولتكن "السعودية مباشر" وهي كفيلة بأن تضم مجموعةً من المراسلين لنقل الأخبار السعيدة وهي كثيرة، والأخبار غير السعيدة لا كثّرها الله، وهذه ليست معجزة بل في غاية السهولة.