تنفذ وزارة التربية والتعليم حالياً فعاليات المرحلة الثالثة من برنامج التنمية المهنية وبناء القدرات في الجودة الشاملة التي تنظمها وزارة التربية بالتعاون مع بيوت خبرة عالمية متخصصة والتي تتناول منهجية التقويم الذاتي في العمل التربوي والمؤسسي، ويأتي البرنامج ضمن إستراتيجية طويلة المدى للتنمية المهنية المستدامة للقيادات التربوية ولمشرفي ومشرفات الجودة لاستيعاب متغيرات الجودة الشاملة والتقويم المؤسسي، وتمكينهم من تطبيق منهجيتها في ممارساتهم اليومية، وفي علاقاتهم مع المستفيدين الداخليين والخارجيين،وقد افتتحت الأستاذة نورة الفايز نائب وزير التربية في الرياض صباح يوم أمس الاثنين ورشة العمل حول أفضل التطبيقات العالمية في الجودة- التقويم الذاتي، التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع شركة CFBT، والمجلس الثقافي البريطاني، وقدمها الخبير العالمي البروفيسور ريتشارد تشيرشيز، بمشاركة 160 مشرفا ومشرفة. وأشارت الفايز في افتتاح الورشة إلى أن البرامج الموجهة لبناء القدرات هي من أهم متطلبات تطبيق الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية، واحد عناصرها الرئيسة، فالجودة على حد قولها لم تعد خيارًا في جهود تطوير التعليم؛ وإنما هي من الأساسيات التي يجب الاهتمام بها في جميع البرامج التعليمية. وأن الوزارة عازمة على تمكين القيادات التربوية على اختلاف مستوياتهم وتزويدهم بالمهارات والاتجاهات المطلوبة لتفعيل برامج الجودة في العمل التربوي والمؤسسي، على اعتبار أن ذلك أولوية أكدت عليها الرؤية الإستراتيجية للجودة في الوزارة. وأكدت الفايز على عزم الوزارة العمل على نشر مفاهيم التقويم الذاتي؛ لتصبح المؤسسات التربوية قادرة على تحليل فجوة الأداء وتعديل أهدافها وبرامجها ذاتيا وبناء برامج التطوير اللازمة لردم هذه الفجوة، فالتقويم الذاتي للمدرسة هو نقطة الانطلاق الأولى، بل والخطوة الأساسية لضمان الجودة وتحسينها. وبدوره أشار مدير عام الجودة الشاملة في الوزارة الدكتور غانم بن سعد الغانم على أن الوزارة قد استكملت متطلبات المرحلة الثانية من البرنامج والمتمثلة في تنفيذ عدد من ورش العمل المتخصصة، والمتعلقة بإعداد قيادات معتمدة للجودة والتميز بالشراكة مع الهيئة الأوروبية للجودة EFQM ، وتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة (آيزو: 9001:2008)، و بناء مؤشرات الأداء المفتاحية (KPIs)، واستخدام بطاقات الأداء المتوازن. وأضاف أن ورشة العمل تستهدف تطوير الكفايات المهنية لمشرفي ومشرفات الجودة في مجال التقويم الذاتي، الذي يعتبر متطلباً رئيساً لتهيئة المدارس للاعتماد التربوي، كما تكمن أهميته في التعرف على نوعية الأداء في المجالات التربوية المختلفة، ومدى استثمار الطاقات والإمكانيات المتاحة. ومن ثم فهو يمكن المؤسسة التربوية من تحليل مصادر التفوق أو القصور في العمليات وتقويم النتائج المتحققة.