انتشرت "فوبيا الغاز" إلى حدٍ ما، صحيفة "الرياض" طالعتنا قبل أيام بخبرٍ لمواطن أصيب بالذعر من اسطوانة الغاز التي في بيته فرماها في الخارج ما استدعى مجيء الدفاع المدني. الزميل بتال القوس كتب في "تويتر" أنه وفي إحدى الإشارات وقفت بجواره سيارة غاز فهمّ بالنزول من سيارته راجلاً إذ كتب:" عشت حالة رعب ل 5 دقائق اليوم بعد أن توقفت ناقلة غاز ضخمة إلى جواري عند الإشارة بالقرب من حادثة أمس.. لو ما فتحت الاشارة تركت سيارتي وانحشت"! هذا الذعر حقيقي وإن تلبس بالسخرية، فهو يعبر عن عمق الأزمة التي نعيشها مع هذه الناقلات المخيفة بل هي قنابل حقيقية يمكن أن تُخترق حتى من قبل حركات مسلحة أو منظمات متطرفة! أمير منطقة الرياض بالنيابة محمد بن سعد تحدث عن دراسة لإنشاء أنفاق لشبكة الغاز في أحياء العاصمة قريبا للتغلب على مخاطر نقل الغاز داخل المدينة. بينما وقرب الموقع الذي حدث فيه الانفجار كانت ناقلات للغاز المسال تخرق أنظمة منع الشاحنات من العبور في أوقات الذروة بالمدينة، إذ كتبت صحيفة "الاقتصادية":"يبدو أن حادث انفجار ناقلة الغاز التابعة لشركة الغاز والتصنيع الأهلية، لا يزال يلقي بظلاله على الموقع ذاته في شرق العاصمة الرياض، الذي شهد أمس السبت خرقا جديدا للأنظمة الخاصة بمنع مرور الشاحنات، وتحديدا وقت خروج المدارس والموظفين، لترصد عدسة "الاقتصادية" هذه الخروقات في وقت الذروة"! لا أدري متى نتعلم من الدروس الخطيرة، الشاحنة كانت بمثابة قنبلة لا تقل عن أي قنبلة حرب، والغريب أننا لا نزال نحتفظ بذاكرة قصيرةٍ لأي حدث، آمل أن لا ننسى هذا الحادث المؤلم والمرعب، والصور التي نشرتْها صحيفة "الاقتصادية" لناقلات الغاز بجوار سيارات الموظفين وباصات الطلاب خطيرة، هل نحتاج إلى أن نجرب الحدث مرةً أو مرتين حتى نعتبر ونرتدع؟! *بآخر السطر فإن الذين يخترقون بنفوذهم منع دخول الشاحنات في أوقات الذروة للموظفين والطلاب يجب أن يحاسبوا، لقد فلتوا الأنظمة وأفرغوا الكثير من مقاصد التدبير الاجتماعي والتنظيم المروري لصالح جشعهم وهذا يجعل حياة الناس في خطر بسبب هذا الاختراق المستمر وبشكلٍ يومي لأنظمة المرور! شاحنات الغاز قنابل موقوتة تمر بجوار سياراتنا فمن يمنعها؟ ومن يحمينا منها؟!