قد تبدو فكرة أن يرتدي العديد من الرجال في أواسط العمر بناطيل « على قياسهم»، تماما مثلما كانوا في العشرينيات من أعمارهم بمثابة حصولهم على وسام شرف. غير أن ما يؤسف له أن ما يشجعهم على هذا الاعتقاد هو استخدام كبريات متاجر الملابس لما يعرف ب « القياس الخادع». فقد أشار مسح أجرته صحيفة» صنداي تلغراف» إلى أن بطاقات القياس المثبتة على البناطيل التي تبيعها اكبر 10 متاجر أزياء شهيرة في العالم تحمل أرقاما تشير إلى قياسات اصغر من القياس الحقيقي لتلك المنتجات . وفي بعض الأحيان قد تكون البناطيل أضيق بفارق بوصة أو أكثر عن الرقم الموضح عليها. وكانت ظاهرة» القياس الخادع» قد ظهرت لأول مرة في ملابس النساء ثم امتدت إلى الأزياء الرجالية حيث تقوم مراكز البيع بوضع قياسات خصر اصغر بفارق بوصتين عن القياس الحقيقي على البطاقات المثبتة على الملابس. ويعني هذا انه لا يوجد أي معيار دقيق لتحديد القياسات الأمر الذي يجعل من تجربة الملابس أشبه بلعبة تخمين بل مهمة تخمين شاقة للغاية. وتشير أبحاث أجراها خبراء في أشكال الأجسام البشرية إلى أن 52 بالمئة من الرجال في بريطانيا يشعرون بأن الملابس المعروضة في المتاجر الشهيرة لا تنسجم مع أشكال أجسامهم. وفي هذا الصدد تقول الخبيرة جانيس وانغ،» يصاب الناس بالإحباط والارتباك بسبب تباين القياسات واختلافها في الملابس المعروضة بالمتاجر الكبرى. المتسوقون يقولون إنهم لا يستطيعون الحصول على شيء في الأرفف يناسب قياساتهم دون إجراء عدة عمليات استبدال. وفي نفس الوقت فانه حتى الملابس التي يقال إنها من نفس القياس تكون مختلفة.» ويسعى الرجال دوما لتفادي ارتداء بناطيل بقياس اكبر من محيط خصورهم ولكن بلا طائل . ويعني هذا بصفة عامة أنهم يرتدونها بطريقة تجعل كروشهم تتدلى بارزة من فوق خط الحزام، بينما يلجأ آخرون إلى ارتداء ملابس داخلية وسترات مصممة لإخفاء الشحوم الزائدة في الجسم. وقد يلجأ آخرون من أمثال سيمون كاويل ومايكل وينر إلى حلول شاذة مثل ارتداء أحزمة لشد الخصور. وتشير الدراسة إلى أن الأسواق الكبرى هي الأكثر تجاوزا عندما يتعلق الأمر بالقياس الخادع، حيث تبيع هذه الأسواق بناطيل أوسع بفارق بوصتين عما هو مكتوب على بطاقات قياساتها. ووجد الباحثون أن عرض بنطالي جينز طار» ليفيز» قياس 36 يبلغ 37,5 بوصة لدى قياسهما بشريط القياس. وسجل الباحثون فوارق مماثلة في متاجر مثل «مارك اند سبنسر» و»تسكو» و»آسدا» و»نكست» و»توبمان». وبلغ الفارق بوصة في المتوسط. وعلى وجه الإجمال، وجد الباحثون أن 28 من 50 قطعة ملابس تم فحصها كانت أكثر اتساعا مما هو موضح في البطاقات التي تحمل أرقام قياساتها، وان سبعة منها كانت اكبر قياسا بفارق بوصة ونصف. ويقول المحلل ريتشارد كوب إن المتسوقين من الجنسين مستاءون من عدم حصولهم على القياسات الحقيقية ، ويضيف،» يتوقع المتسوقون أن يعني قياس 32 مثلا هذا القياس بالضبط. غير أنهم يصابون بالإحباط عندما يكتشفون أن القياسات تتفاوت من ماركة إلى ماركة أخرى ومن سلعة إلى أخرى.» وتقول شركة «غاب» أن البناطيل المصنوعة من القطن، كالجينز، قد تكون أوسع في منطقة الخصر لكي تتاح لها الفرصة لأن تنكمش بمقدار حوالي نصف بوصة لدى أول غسلة. أما شركة «أم اند اس» فتقول انه قد تكون هناك فوارق ضئيلة في القياسات بسبب نوعية التصميم والقماش ، بينما قالت شركة «دينهامز» إن قياسات البناطيل» ليست علما دقيقا». وأشارت مجموعة «آركاديا» المالكة للعلامات «بيرتون» و»توبمان» و»بي اتش اس» إلى أن الفوارق في القياسات تعود إلى العمليات التصنيعية. البنطال الواسع لا يعني أن محيط خصرك قد تقلص