بلوغ فريق سعودي للمباراة النهائية لدوري أبطال آسيا لكرة القدم يمثل حدثا مهماً بعد غياب طويل للأندية السعودية عن منصات التتويج القارية، وانحدار مستوى المنتخب الوطني وتقهقر نتائجه في النهائيات الآسيوية، وتصفياتها المؤهلة لمونديال كأس العالم التي ألقت به خارج المنتخبات المتنافسة في المحفل العالمي دورتين متتاليتين، وما حققه الأهلي من إنجاز بالوصول للمواجهة النهائية يؤكد أفضليته من بين الفرق السعودية في السنتين الأخيرتين وإن لم يوفق بإحراز لقب الدوري السعودي؛ فقد كان محطا للأنظار، والمنافسَ الأكثر أهمية على البطولات المحلية، نجح الأهلاويون في تجاوز منافسهم التقليدي (الاتحاد) بفارق هدف واحد في مجموع لقاءيهما في نصف النهائي الآسيوي، لقد كان من الصعب الخروج من مأزق محصلة مباراة الذهاب التي استقبل مرماه فيها هدفا للمهاجم نايف هزازي، وكان يتوجب عليه الحفاظ على شباكه يوم الحسم، قبل التفكير في تسجيل هدف يصنع التوازن ويعيد التنافس لسيرته الأولى، ومن ثم التوجه المحموم لمهاجمة الاتحاديين. توقعت فوز الأهلي 21 وهو ما لا يمنحه التأهل، لأن هجومه برأيي قادر على تسجيل أكثر من هدف؛ لكنه يعاني مشاكل دفاعية وفي حراسة المرمى قد لا تساعده في الحفاظ على شباكه، الأهلاويون كسروا كل التوقعات، حولوا أحلام جماهيرهم الرائعة إلى حقيقة، وأسقطوا منافسهم في أهم (دربي) جمعهما في التاريخ. الأهلي الجديد اختصر المسافات، لم يمنحنا فرصا كثيرة للحكم عليه خارجيا، بعد أن أقنع كل المتابعين بنضوجه المحلي، حين حضر في غير مناسبة بالصورة التي يأملها أنصاره، فبادر سريعا لتأكيد تفوقه بالوصول لنهائي دوري الأبطال الآسيوي، كان ممثلا مشرفا للكرة السعودية، هو صناعة عمل إداري مميز، وجهد فني كبير، وخلطة من العناصر الدولية الوطنية والأجانب المختارين بعناية وسط مساندة جماهيرية لافتة. بارقة أمل حقيقية صنعها الأهلاويون لمستقل الكرة السعودية، بعد تواري الآخرين؛ في ظل المجموعة المتجانسة المتحمسة التي ترتدي شعاره اليوم، والأسماء الشابة التي أبرزها المدرب التشيكي ياروليم، مؤشر الأهلي في صعود مستمر، ومهمته أمام أولسان خارج الوطن ستكون صعبة للغاية؛ لكن الثقة بالنفس والروح العالية تجعلنا متفائلين بتحقيق اللقب والتأهل لكأس العالم للأندية.