أتعبنا الأهلي كثيراً مساء أمس الأول الثلاثاء وكاد أن يفقد آمال الجماهير الأهلاوية بالتأهل لدور الثمانية من دوري أبطال آسيا وجاء تأهله «صعباً» ومستحقاً في نفس الوقت بفوزه على فريق الجزيرة الإماراتي بركلات الحسم التي ابتسمت له ببراعة لاعبيه في التسجيل ومن خلفهم بسالة وإبداع حارسه المعيوف. ولو قلنا مستحقاً نقصد بذلك أن الفوز كان «منصفاً» للمستويات الكبيرة التي قدمها الأهلي طوال هذا الموسم في مختلف المناسبات باستثناء هذه المباراة. حقيقة قدّم الأهلي خلال هذه المباراة مستوى «مقبولاً» توّجه بالفوز والتأهل وكان بالإمكان أن يحسم المباراة من أشواطها الأصلية بعد ما عدّل النتيجة وأضاع العديد من الفرص السانحة للتسجيل لرعونة وتسرع لاعبيه وبالأخص البرازيلي فيكتور والعماني الحوسني حيث أضاعا فرصاً حقيقية كانت كفيلة بإنهاء المباراة في وقتها الأصلي. لو عدنا لظروف المباراة لنجد أن الجزيرة الإماراتي سجل هدفين بمهارة لاعبه «العالمي» ريكاردو أولوفيرا صاحب ال 39 هدفاً في هذا الموسم الذي صال وجال دون حسيب ولا رقيب ومن خلفه النجم الإماراتي وقائد الفريق دياكيه, كان من المفترض على مدرب الأهلي ياروليم وهو يشاهد تحركات هذا الثنائي أن يركز عليهم كثيراً في عملية المراقبة خاصة وأنه يلعب بثنائي محور ارتكاز «معتز وباخشوين» ومن شاهد المباراة يجد أن دياكيه يصنع وأولفيرا يهدر ويسجل مما أرهق دفاع الأهلي كثيراً. نقطة تحول المباراة الخطأ الكبير والفادح الذي ارتكبه مدرب الجزيرة الإماراتي جينور بإخراجه الثنائي الأجنبي ديلغادو وباري وهذا ما أراح دفاع الأهلي وجعل الفريق يفتح اللعب بطريقة أكبر بعد ما نجح مدربه بإشراك الحوسني وسلطان السوادي. حقيقة أنقذ فيكتور الأهلي في هذه المباراة في مناسبتين الأولى تعديله للنتيجة في الشوط الإضافي الثاني والثانية تسجيله ركلة الحسم وتأهل الأهلي ليكرر ما فعله نجم تشلسي الإنجليزي الإيفواري دروجبا في نهائي دوري أبطال أوروبا عندما عدّل النتيجة قبل نهاية المباراة بدقائق وحسم اللقب لفريقه بتسجيله ركلة الحسم الأخيرة, كما أن حارس الأهلي عبد الله المعيوف أسهم وبشكل كبير في تأهل فريقه بصده الركلة الترجيحية للبرازيلي ألوفيرا وتسجيله لإحدى الركلات وهو ما فعله حارس البافاري الألماني نوير في مناسبتين من دوري أبطال أوروبا. جميل جداً أن يعود الأهلي ويتأهل لدور الثمانية من دوري أبطال آسيا وهي المسابقة التي كاد أن يتنازل عنها الأهلي في تصفيات مرحلة المجموعات من أجل تحقيق الدوري الذي فقده وعاد من جديد وقدم نفسه بشكل أفصل وتأهل لهذه المرحلة المهمة. ختاماً.. على مدرب الأهلي ياروليم مراجعة حساباته في مثل هذه المباريات الصعبة والحاسمة لأننا نعلم أن الأهلي لديه من الإمكانات والمستوى ما يؤهله للنهائي الآسيوي وهذا ما شاهدناه على لاعبين من مستوى وروح وإصرار منذ انطلاقة هذا الموسم. حمود المطيري