قدم مدرب الأهلي جاروليم الذي يقضي عامه الثاني مع الفريق قدم درساً بالمجان في احترام المواهب الشابة وتقديرها من خلال إعطائها الفرصة الكاملة للمشاركة، محترماً قدراتهم الفنية ومانحاً لهم الثقة الكاملة ليقدموا كل ما لديهم في خدمة فريقهم، ولعل مواجهة الاتحاد الآسيوية ذهاباً وإياباً كشفت عن هذا بجلاء، وقد شاهد الجميع إبداعات النجم الصاعد مازن بصاص داخل المستطيل الأخضر بشكل فاق كل الوصف حتى خيل لمتابعي الأهلي أن هذا "الموهوب" يكمل عامه العاشر داخل كتيبة الأهلي لاعباً أساسياً فيما لم يكمل مباراته الثانية أساسياً، وهو الشيء الملفت للنظر لذلك حاز إعجاب جل المتابعين الذين قدروا موهبة اللاعب العالية التي فرضها باحترام بالغ، وكان جاروليم قد أتاح الفرصة في وقت سابق للمهاجم الشاب والموهوب ياسر الفهمي الذي تعرض لإصابة بالغة أبعدته عن الملاعب الفترة الماضية على الرغم أنه كان يشارك منذ اعوام سابقة على فترات متباعدة إلا أن جاروليم كان يعي كثيراً موهبته ويدرك حجم مقدرته الفنية الكبيرة التي استطاع نثرها بإبداع دون خوف، قبل ان يعيد جاروليم بحسه التدريبي الرفيع اكتشاف موهبة المدافع الصاعد عقيل بالغيث المنتقل من الفيصلي على الرغم من بعض الهفوات التي ارتكبها في بداياته مع الفريق إلا أن المدرب كان أكثر حرصاً على منحه الفرصة الكاملة وتعزيز ثقته بنفسه يقيناً منه بأن لدى اللاعب الكثير ليقدمه داخل الملعب ويكون سداً منيعاً في خط الدفاع أمام هجوم الفرق المنافسة، وقد كان كذلك بالفعل في اللقاءات الأخيرة وبالأخص في لقاء الرد أمام الاتحاد الذي تجلى فيه بلغيث وقدم مستوى لافتاً، ونجح باقتدار في أن يشكل مع زملائه خط الدفاع الأول والأقوى الذي حال دون وصول مهاجمي الاتحاد لمرمى فريقه حتى تحقق الانتصار والترشح للنهائي الكبير. قناعات جاروليم الجميلة التي نالت الرضا لدى القائمين على الفريق وكل المتابعين والناقدين الخبراء في عالم المستديرة والذين قدروا فكر المدرب الكبير الذي أصر على إشراك مثل هذه المواهب دون النظر لبعض الآراء البالية التي تراكمت من اعوام طويلة تطالب بالتريث وعدم الاستعجال في إعطاء المواهب الصغيرة الفرصة خشية قتل ما لديهم حال فشلهم في تلك المشاركات، وكأنهم بقناعاتهم تلك ينتظرون اقتراب نهاية حياتهم الرياضية ليأخذوا الفرصة عند قرار الرحيل والاعتزال ليقدم التشيكي بمنهجيته درساً بالمجان للعديد من المدربين المكابرين وهم كثر الذين يصرون على إشراك كبار السن ويقتلون بصنيعهم الكثير من المواهب الشابة التي تنتظر الفرصة على أحر من الجمر.