التربية والتعليم من وسائل الإعلام الهادفة إضافة إلى الترفيه. في محيطانا العربي نجد الاهتمام بالجانب الاسمى التعليمي التربوي يسير ببطء وبتثاؤب إلا من بعض المحاولات الجميلة المنثورة هنا وهناك، مثل قناة العربي الكويتية والجزيرة الوثائقية وAbu Dhabi Nationl Geographic. وفي الغرب - حتى مع وجود القنوات الترفيهية ونحوها - نجد الاهتمام بالجانب الثقافي التعليمي ونشر الوعي الموجه لكافة الأعمار والمشارب في عدة قنوات منها National, discovery, History Animal planet, Geographic. فكيف يمكننا أن نستثمر التلفزيون وهذا الفضاء الواسع بما عج به لتقديم المعلومات والأفكار والسلوكيات المرغوبة ونرتقي بالفرد فكرياً وعلمياً، إذ تؤكد نتائج الأبحاث والدراسات بما لا يدع مجالاً للشك أن الطفل العربي يتعرض لمؤثرات خطيرة، وأن شخصيته وهي في مراحل تكوينها تخضع لضغوط سلبية متنوعة، في ظل أن بعض إعلامنا العربي يركز على الترفيه الممجوج الذي يخاطب الغرائز فقط. فهناك قنوات يعج بها الفضاء العربي والتي تعتمد في مقوماتها على جسد المرأة كسلعة. وحتى مع توفر وسائل الاشراف العائلي تتفاقم مسؤولية الوالدين في فرض رقابة أسرية وتبادل الأدوار في تحمل مسؤولية التربية ومعرفة أساليب هذه التربية وأنماطها، وأن يأخذ الجانب النفسي حيز الاهتمام واحتواء الأبناء وتعويدهم على الحوار والصراحة ومناقشتهم في كافة الأمور المفيدة، ومشاورتهم في الأمور العائلية، وإشراكهم في القرارات الأسرية كل حسب سنه ونضجه، وسماع آرائهم واحترامها، وهذا له دور في بناء شخصيتهم، وبناء القناعات المفيدة التي يتبناها الأبناء في المستقبل، والتي تساعدهم في الوقاية مما يسيء إليهم. فهم أسرع تأثراً من غيرهم وأكثر طواعية في الانقياد لما يبث في عقولهم من السموم والأفكار الزائفة بشتى الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة حتى لا يكون أبناؤنا معول هدم لقيمنا وأخلاقنا، فأي جيل نرتجيه ونربيه وقد أشبع بهذه القنوات الغرائزية.