اللهم ارحمه.. اللهم أجزه عنا خير الجزاء.. اللهم اجعلها في موازين حسناته.. بهذه الدعوات لهج نحو 400 حاج وحاجة للشيخ صالح الراجحي - رحمه الله – بعد ان من الله عليهم بالحج على يدي وقفه الخيري، الذي تكفل بمصروفاتهم منذ خروجهم من منازلهم حتى عودتهم إليها سالمين غانمين بعد رحلة مع الرحمن. لقد قلت في نفسي، وانا اسمع هذه الدعوات " هنيئا لك يا صالح".. رددت وأنا أرى تلك العجوز صاحبة عملية القلب المفتوح تعود الى ديارها فرحة وسعيدة بأداء الحج" هنيئا لك يا صالح".. كررت، وأنا اشاهد ابتسامة الرضا والسرور ترتسم على محيا ذلك الكهل الذي عركته الحياة بعد أداء الحج " هنيئا لك يا صالح"... ما بعث في نفسي الفرح والغبطة أنني لم ألحظ على الحجاج مؤشرات عن قدرتهم على الحج دون مساعدة، مما يدل ان اختيار الشرائح يتم وفق دراسة جيدة لظروف الناس، وليس بالتخمين او الاجتهاد الشخصي. لن أنسى في هذه الرحلة الروحانية مدير الوقف الدكتور عبدالله المطوع الذي كان حريصا كل الحرص على راحة الحجيج، حيث أخذ يتواصل مع مشرف الحملة طوال الطريق حتى وصل الحجيج سالمين الى مكةالمكرمة. لا أنسى وهو يوجه مشرف الحملة بالصرف المفتوح في سبيل تسهيل هذه الرحلة المباركة وإزاحة كل العوائق التي تواجهها. لا أنسى اتصالاته المتتالية منذ وصول الحجاج الى منى، مرورا بعرفات، ومزدلفة، وانتهاء برحلة العودة، حيث كان على تواصل مستمر مع المشرف للاطلاع على تفاصيل الرحلة حتى ظن البعض انه موجود بيننا. لا أنسى مشرف الرحلة فؤاد مبارك، الذي كان يرى نفسه موظفا لدى الصغير قبل الكبير، فكان يحرص على متابعة خدمات المخيم واعاشته ونظافته، وكان يقدم ملاحظاته وملاحظات الحجاج لمدير المخيم الذي يتجاوب معها على الفور دون تأخير. رغم ان رضا الناس غاية لا تدرك، إلا أن فؤاد أنهى تلك الرحلة والجميع يثني عليه. ختاما: اذا ذكرنا وقف صالح الراجحي سنذكر - بلا شك- أمينه عبدالسلام الراجحي، الذي يديره بمهنية واحترافية نادرة، جعلت منه نموذجا يحتذى به في العمل الخيري على المستوى الدولي، فأكسبه احترام الجميع وتقديرهم. فهنيئا للشيخ صالح بهذا الوقف. وهنيئا لنا بالشيخ صالح.