وفي ختام كتاب «مصريانو» لكارمينيه كارتولانو يضع «أبجدية الخواجات»مقابل «أبجدية المصريين»، وهي لعبة وصفية لمفارقات العادات والسلوك، ومجازات التعبير ورمزيات الكلام، ويوشك أن يغرق في تفاصيل لغوية وثقافية ضمن «هواجس المترجم» بعد أن حفل النص في متونه السابقة ب»هواجس المصور». يقول في «أبجدية الخواجات» ويقصد بها»كلمات الخواجات بيستخدموها لما بيكلموا عربي»: «ج..جيم زي جميل الزبالة في شوارع نابولي كارثة وعيب كبير الزبالة في شوارع القاهرة شيء جميل بالنسبة للأجانب جزء من المنظر! الزبالة لها درجات جمال؟» «ح...حاء زي حبيبي ولما بيقولوا هبيبي أو خبيبي بيحبوا أقل؟» «س...سين زي سلام عليكم سلام عليكم الصبح سلام عليكم بعد الظهر سلام عليكم بالليل فاكرين إنها كلمة السر اللي هتفتح باب أسرار المصريين أو قلوبهم؟» ومن «أبجدية المصريين» ويشير بأنها»كلمات الخواجات بيسمعوها كتير من المصريين»: «أ....ألف زي أهلاً وسهلاً أهلاً وسهلاً في المطار وفي البيت وفي المطاعم وفي المحلات والمواصلات والراديو والتليفزيون والاسينسور والتليفون. أهلاً وسهلاً في كل مكان وطول الوقت. أهلاً وسهلاً حتى لو مش أهلاً وسهلاً.» «ب...باء زي برافو عليك بتكلم عربي لبلب؟ برافو عليك بتكلم عربي مكسر؟ برافو عليك بتكلم كلمتين عربي؟ برافو عليك بنتعب في تعليم اللغة العربية المستحيلة دي ليه؟» «ر..راء زي ربنا معاك لما المصري ما يقدرش يساعدك هيقول لك «ربنا معاك». وإنت هترد عليه ب»ربنا يخليك». برغم كل ده المشكلة هتفضل موجودة!» وينتهي إلى سؤاله الذي يقض «البديهة الثقافية» في بعدها الموروث عن تعبير «أم الدنيا»، وهو يفترض أن هذه الأم التي هي مصر لها أب تركها ولكن لماذا تركها. إن هذا السؤال يفتح الكثير من التساؤلات حيال النظام الاجتماعي والسياسي والثقافي من حيث رؤية»مصريانو» لهذا البلد الذي يمكن لو لم يكن هكذا لكان ما يحلم به ويتطلع إليه كل مصري حالم.