يتفق أغلبية المجتمع على حالة "عدم الرضا" عن الخدمات المقدمة في مطارات المملكة، خاصةً ممن نزل إلى مطارات إقليمية أو عالمية، فالإجراءات التنظيمية داخل المطارات لا ترتقي إلى مستوى التطلعات، والتجهيزات تقل كثيراً عن نظيراتها، برغم أننا نمتلك كافة الإمكانات للوصول إلى أفضل الأفضل. ويبرز اسم مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ومطار الملك خالد في الرياض، ومطار الملك فهد كأهم المطارات في المملكة، حيث تشتكي من التنظيم والتطوير، ويلاحظ تكدس المسافرين في الصالات، خاصةً في مواسم الذروة مثل الإجازة الصيفية، أو وقت الحج والعمرة، وهو ما يُحتم بذل جهود جبارة للارتقاء بها، من خلال تحويلها إلى منظومة شاملة في تقديم الخدمات، مع إنشاء سوق حرة وفنادق لجذب الكثير من المسافرين، وتوفير الراحة لهم، كما أنه لابد من إعطاء هيئة الطيران المدني الفرصة للكفاءات الهندسية الوطنية في تصاميم المطارات وإنشائها وتجهيزاتها. تغيير وتقدم وقال "م.جمال برهان" -عضو هيئة المهندسين-: إن المطارات تُعد واجهة حضارية لدول العالم، تعكس مكانتها وتقدمها في التنمية الشاملة الاقتصادية منها والبشرية، مضيفاً أنه كان هناك تأخر واضح في تنمية وتطوير المطارات بالمملكة خلال العقدين الماضين، خاصةً مطاري الملك عبدالعزيز بجدة والملك خالد بالرياض، اللذين تم إنشاؤهما قبل أكثر من (25) عاماً، مشيراً إلى أنه في ظل المشروعات القائمة لتطوير المطارات الدولية بالمملكة، وإنشاء مطارات إقليمية جديدة، وما أعلنت عنه هيئة الطيران المدني من تخطيطها لاستثمار نحو (20) مليار دولار في المطارت حتى عام 2020م، فالمتوقع أن نشهد تغييراً وتقدماً في تنمية المطارات الفترة القادمة في جوانب عدة، من بينها التقدم التقني في تكنولوجيا المطارات المتقدمة، التي أصبحت دول العالم تتسابق عليه، مع تحول إنشاءات المطارات في العالم من مشروعات بنائية إلى منظومة متكاملة، جعلت بعضها أشبه بالقرية والمدينة، التي تقدم كافة احتياجات المسافرين، ليس فقط في الخدمات المرتبطة بالسفر وخطوط الطيران، بل أيضاً خدمات التسوق والترفيه والإقامة. مدينة حجاج وأوضح "م.برهان" أنه يأمل في تحقيق ذلك في المطارات الدولية بالمملكة، خاصةً مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، حيث انه من المفترض أن يكون أفضل مطارات العالم لخصوصيته المتفردة في استقبال ملايين المسافرين من الحجاج والمعتمرين سنوياً، مشدداً على أهمية تحويله إلى مطار محوري عالمي، والنظر في تطوير صالة الحجاج، لتكون معلماً حضارياً للمملكة، بل وجعلها مدينة حجاج ومعتمرين ليس بالاسم فقط، بل من خلال المنظومة الشاملة في تقديم الخدمات، مع إقامة السوق الحرة والإقامات والفنادق، واستثمار المعطيات في قدوم وسفر الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم في موسم الحج وفي العمرة، متسائلاً: لماذا لا يتم تحويل صالة الحجاج إلى مدينة؟، حتى تصبح مشروعا تنمويا متكاملا. تأخر كبير واقترح "م.برهان" بناء مطار مخصص لمدينة الحجاج والمعتمرين يستوعب زيادة النمو الكبير المتوقع في أعداد الحجاج والمعتمرين، مضيفاً أنه من هذا المنطلق في نمو أعداد المسافرين في جميع مطارات المملكة الدولية والإقليمية، فإن الأمر يتطلب أن تعيد هيئة الطيران المدني النظر في الأولويات، مع مسابقة الزمن؛ لأن هناك تأخرا كبيرا حصل الأعوام الماضية، مشدداً على أهمية النظر في تنمية وتطوير المطارات بالمملكة سواء في المباني أو المنشآت أو التقنية، بل وحتى في التنمية البشرية الوطنية، مشيراً إلى أن مشروعات المطارات الرئيسة قبل (20) عاماً اعتمدت على الشركات الاستشارية في التصاميم من خارج المملكة، لعدم توفر الجهات الوطنية المؤهلة في ذلك الوقت، إلاّ أنه في الوقت الحاضر يتطلب من هيئة الطيران المدني أن تعطي الفرصة للكفاءات الهندسية الوطنية في تصاميم المطارات وإنشائها وتجهيزاتها، خاصةً وأن خطط التنمية بالمملكة ركزت على التنمية البشرية الوطنية. مشاكل كثيرة وشدّدت "سميرة بيطار" -سيدة أعمال- على أن البنى التحتية للمطارات وطاقتها الاستيعابية وجماليات مبانيها، وكذلك مستوى الأداء التشغيلي لها يعكس ماهية البلد ووضعه التنموي والاقتصادي، مضيفةً أنه مع الأسف تعاني مطاراتنا الأكثر نشاطاً مثل مطار الملك عبدالعزيز في جدة ومطار الملك خالد في الرياض ومطار الملك فهد في المنطقة الشرقية من مشاكل كثيرة، أهمها تكدس المسافرين في الصالات، التي يكون سببها وجود موظفين منزوعي الصلاحية، مشيرةً إلى أن ذلك واضح جلياً في مواسم الذروة مثل الإجازة الصيفية، أو وقت الحج والعمرة، مبينةً أننا نحتاج جهدا جبارا للارتقاء بالمطارات، فعلى سبيل المثال مطار الملك خالد لم يطور لا شكلاً ولا أداءً، على الرغم من وجود لجنة لتطويره، التي لم تؤدّ أي دور ملحوظ، حيث ظل على حالة منذ 30 عاماً. وأضافت: كذلك مطار الدمام الذي يحتل الرقم واحد جمالياً بين مطارات المملكة، لكنه يعاني من سلبية الخدمات التقنية والتشغيلية. أسعار الخدمات وذكرت "سميرة بيطار" أن مطار الملك عبدالعزيز يعاني من تهالك المباني، ومشاكل مناطق "العفش"، إضافةً إلى تأخير الرحلات، وفوضى الجمارك، مضيفةً أنها سمعت مجلس الشورى يتحدث عن وضع مطاراتنا، حين انتقدوا الإجراءات التنظيمية، التي تحدّ من التطور، وطالبوا بزيادة أعداد العاملين في المطارات لمختلف الجهات الحكومية، مثل الجوازات وغيرها، للعمل على تسهيل الحركة وخفض وقت انتظار المسافر لإتمام إجراءات سفره، مبينةً أن أحد الأعضاء قال: "إن من ينظر إلى المطارات في المملكة يصاب بالحزن الكبير"، ومطالبته بتحسين جميع الخدمات التي تقدم للمسافرين ورفع مستواها، لكي تتناسب مع ما تقدمه الدولة من تخصصات مالية، مؤكدةً على أن المجلس انتقد أسعار الخدمات كمواقف السيارات وأسعار المأكولات والمشروبات، نظراً إلى تأثيرها على مستخدمي المطارات من أصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة، وضيق مساحات أماكن الانتظار وتلاشي مساحاتها. م.جمال برهان سميرة بيطار