لم تكن الأحاديث الإعلامية لمدير المنتخب السعودي الأول خالد المعجل مفاجئة للكثير من المتابعين حين أشار إلى أن طموحات الإدارة المشرفة على المنتخب والجهاز الفني هو الحصول على لقب دورة كأس الخليج ال21 التي ستنطلق في الخامس من يناير المقبل في العاصمة البحرينية المنامة، إذ لفت المعجل النظر إلى أنهم يسعون جاهدين لاستعادة جزء من ثقة الشارع السعودي في فريقه الوطني من خلال الإعلان عن أن الفوز بالبطولة الإقليمية هدف مهم. حديث المعجل عبر بشكل جلي عن حجم الضغوطات التي يعاني منها الجهازان الإداري والفني من أجل إعادة المنتخب لمساره الصحيح، والحرص على تحقيق «خليجي 21» وقبله بطولة غرب آسيا أمر متوقع ولا يمكن للشارع الرياضي إلا أن يطالب به، وهو أمر ليس بالصعب إن سار المنتخب على برنامج واضح وخطة إعداد تضمن للمنتخب الاستقرار قبل البطولة، فالمرحلة الأخيرة من إعداد «الأخضر» كشفت عن أن ثمة تردد يعاني منه الجهاز الفني في عملية الإحلال والتجديد، إذ كشفت اللقاءات الثلاثة التي لعبها الفريق أمام اسبانيا والغابون والكونغو عن عدم ثبات الهولندي ريكارد على قائمة أساسية، ماتسبب في معاناة الفريق في اللقاءات الثلاثة حتى وإن عاد من بعيد في لقائه أمام الكونغو وقلب تأخره بهدفين إلى فوز بثلاثة أهداف. بعد خروج المنتخب السعودي صفر اليدين من تصفيات كأس العالم أمام استراليا تحدث ريكارد ومدير المنتخبات محمد المسحل عن استراتيجية لإعادة بناء الفريق، وهي الاستراتيجية التي بدت جيدة وأقرب إلى النجاح نظرياً، غير أن سياسة التجديد لم تظهر على بعد على رغم مرور مايقارب ال9 أشهر منذ تلك الأحاديث. وبالعودة إلى تصريحات المعجل، فإن أحاديثه حملت تطمينات للشارع السعودي غير أن هذه التطمينات والإشارة إلى وجود العمل ووضوح الرؤية لاتكفي لاستعادة ثقة الشارع وحشد تأييده قبل انطلاقة البطولتين، خصوصاً وأن المعجل عاد وأكد على أن اسم المنتخب السعودي لايكفي للمنافسة على اللقب، وهذا يؤكد على ضرورة العمل على تحديد الأسماء التي ستمثل منتخبنا الوطني قبل البطولة بفترة كافية وعدم التردد في اتخاذ القرارات الفنية المنتظرة التي ستمس قائمة منتخب الوطن، حتى يضمن المنتخب الوصول إلى مرحلة مطمئنة من الجاهزية الفنية يمكن من خلالها الرهان على المنتخب وما سيقدمه في البطولة، فضلاً عن أن إقامة بطولة غرب آسيا في الكويت و»خليجي 21» في البحرين يضمن للمنتخب دعماً جماهيرياً كبيراً، ولن يكون ذلك إلا من خلال معرفة الشارع الرياضي بالأسماء التي ستشارك قبل هاتين المهمتين بوقت كاف من خلال الوصول لقائمة اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين، إذ سيضمن ذلك استقراراً للفريق يمسح الصورة التي ظهر عليها في المناسبات الأخيرة. مدرب المنتخب الهولندي فرانك ريكارد سيكون أيضاً أمام ضغوطات كبيرة في سبيل تحقيق ما يرضي الجماهير السعودية، خصوصاً وأن النتائج التي حققها منذ توليه مهمته لم تأتِ بجديد، وبالتالي فإن «خليجي 21» وقبلها بطولة غرب آسيا التي ستدور رحاها في الثامن من ديسمبر المقبل في الكويت، وكذلك تصفيات كأس آسيا 2015 والتي ستنطلق في السادس من فبراير المقبل ستكون المقياس الأهم لعمله وأدائه، وستشكل مؤشراً مهماً في مشواره وعقده مع المنتخب السعودي. ريكارد وخالد المعجل