يقول ثلثا الآباء والأمهات الذين لديهم طفل واحد إنهم أفقر مما يمكنهم إنجاب طفل ثان. ويشير مسح نشرت نتائجه مؤخرا إلى أن ارتفاع تكلفة تربية الأولاد يعمل على تقليص متوسط حجم الأسرة البريطانية إلى حد كبير. وجاء في التقرير أن متوسط تكلفة تربية الطفل منذ مولده وحتى سن 21 عاما تصل إلى 270 ألف جنيه إسترليني ( حوالي 6و1 مليون ريال). وتتضمن هذه التكلفة شراء الحفاظات وسرير الطفل وفواتير العلاج وشراء الدراجات وتكلفة النقل المدرسي والالتحاق بالأنشطة اللاصفية. وبإضافة مزيد من الترف فان الأسرة يمكن أن تتكبد مصاريف إضافية في حدود 8 آلاف جنيه (48 ألف ريال) عن كل فصل دراسي مقابل تلقي الطفل التعليم خارج بريطانيا. وفي سؤال حول عدم التفكير في إنجاب طفل ثان، قال 58 بالمئة من الآباء والأمهات الذين لديهم طفل وحيد إن "المال" هو السبب الرئيس. وقال 64 بالمئة من الذين أنجبوا طفلين إنهم لا يستطيعون تحمل تربية طفل ثالث. ويحذر الباحثون من أن متوسط حجم الأسرة البريطانية سوف يتقلص بارتفاع تكلفة تربية الطفل وانخفاض معدل الإنجاب بين المتزوجين. الضائقات الماليةتحد من فرص تكوين الأسر الكبيرة.. والعائلات عاجزة عن الادخار وتشير أرقام مكتب الإحصاء القومي إلى أن الأزواج في عام 1971 كانوا ينجبون طفلين في المتوسط. أما في العام الماضي فقد انخفض المعدل إلى 7و1 طفل في المتوسط. وارتفع عدد الأزواج والزوجات الذين اكتفوا بإنجاب طفل واحد من 16 بالمئة في عام 1972 إلى 20 بالمئة حاليا. وصدر التقرير في الوقت الذي تعاني فيه الأسر اقسى ضائقة مالية منذ العشرينيات من القرن الماضي. وترتفع تكلفة المعيشة بأسرع من ازدياد حجم الرواتب حيث يتم تجميد رواتب موظفي الدولة الذين يحصلون على 21 ألف جنيه إسترليني فأكثر لمدة سنتين بينما يحصل العاملون بالقطاع على زيادة لا تتجاوز 2 بالمئة. تكلفة تربية البريطاني ارتفعت إلى ما يعادل 1.6 مليون ريال وتسجل نفقات استخدام السيارة ارتفاعا ملحوظا على وجه الخصوص بسبب ارتفاع أسعار الوقود وقيمة التامين. وتقول لويز كوللي، وهي أم لتوأمين في سن الثالثة،" عندما خضعت للفحص ووجدت انني حامل بتوأمين، قلت مازحة: "سأحتاج إلى مدرسة خاصة في منزلي. إنني كأم أدرك تماما الضغوط المالية التي تثقل كاهل الآباء والأمهات. فأسعار الحضانة وحدها فلكية." وكان المسح قد ارتكز على مقابلات شملت 100 من الآباء والأمهات من ذوي الأطفال في سن اقل من 22 عاما. ويقسم المسح إجمالي مبلغ فاتورة تربية الطفل إلى أربع فئات رئيسة وهي: التعليم، ويتضمن هذا البند نفقات توصيل الطفل إلى المدرسة ومصاريف الدراسة بالمدارس الخاصة ونفقات الدراسة الجامعية، بتكلفة إجمالية قدرها 938و66 جنيها. المصروفات المنزلية، وتتضمن خدمات الانترنت وأجرة الانتقال بالقطارات ونفقات شراء تأسيس غرفة الطفل بتكلفة إجمالية قدرها 080و77 جنيها، الطعام والكساء، ويتضمن الحفاظات والفوط الصحية وملابس الطفل وأحذيته بالإضافة إلى الطعام والوجبات المدرسية بتكلفة تصل إلى 332و69 جنيها. أما الفئة الأخيرة فهي الترفيه، وتتضمن أنشطة الطفل المختلفة ومصروفات الجيب والإجازات والألعاب بتكلفة قدرها 149و58 جنيها. في غضون ذلك يقول المزيد والمزيد من البريطانيين انه لا يتوفر لديهم فائض مالي ليدخروه في ضوء تزايد الضغوط على موازنات الأسر. ويشير القليل من البريطانيين إلى أنهم ينفقون ما يتوفر لديهم من مال على العطلات وشراء الملابس وإدخال تحسينات على منازلهم والاستعانة بالتقنيات الحديثة بينما انخفض عدد الذين قالوا إنهم يدخرون من 34 بالمئة إلى 31 بالمئة. وقال كثيرون إنهم ينفقون مدخراتهم في تسديد ديونهم ونفقات استخدام البطاقات الائتمانية. ويقول الخبير المالي البريطاني كريس مورلي، "لا شك في أن العديد من المستهلكين البريطانيين يتعرضون إلى المزيد من الضغوط المالية ومن ثم ليس هناك ما يدهش حول لماذا يشعر ربع البريطانيين بأنهم عاجزون عن الادخار".