جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بعلاج الأديب سعد العفنان في أحد المستشفيات المتقدمة بالمملكة أو خارجها إن تطلب وضعه الصحي ذلك وتقديم الرعاية الصحية الكاملة.. تأكيدا على ما يحظى به العلم وأهله في المملكة، وما توليه قيادتنا الرشيدة للمواطن بشكل عام ولرموز الأدب والثقافة والفكر بوجه خاص.. حيث غيب الموت يوم امس علماً من أعلام الأدب والثقافة في الوطن، والذي يعد أحد أبرز رواد الحراك الثقافي المحلي، وذلك برحيل الأديب المعروف سعد خلف العفنان رحمه الله تعالى عن 75عاما، بعد معاناة طويلة من المرض، حيث يعد العفنان أحد أبرز رواد الأدب والثقافة ليس في منطقة حائل وإنما في الوطن عامة، حيث كرس عمره وأفنى شبابه وقدم عصارة جهده من أجل رقي الحراك الثقافي في المنطقة والوطن ودعم حركة الفكر والأدب والثقافة الحائلية خاصة حيث قدم ما يقارب 60 كتابا ومؤلفا أسهم بها في إثراء المكتبات العربية من خلال مؤلفاته القيمة بخلاف مشاركاته الإعلامية الواسعة في وسائل الإعلام. وقد نشأ العفنان وترعرع في بلدة السبعان الواقعة جنوب شرق مدينة حائل بحوالي 65 كلم تقريبا وحظي الأديب رحمه الله بسمعة واسعة ودخل في معارك أدبية متعددة مع الأدباء والكتاب في تناول القضايا الأدبية والفكرية.. كما حصل على العديد من شهادات الشكر والدروع التذكارية من القيادات العليا في المملكة بالإضافة إلى أخرى من عدد من الجهات الحكومية والخاصة طيلة كفاحه في رحلته الثقافية والأدبية . أصدر قرابة «60» مؤلفا في مجالات أدبية مختلفة.. قال عنه ابن خميس: اقرأوا لهذا الرجل يقول العفنان عن نفسه في كتابه الموسوم حياتي وثقافتي: " لقد كنت جادا في قراءاتي ومخلصا في توجهاتي ما كنت أنشد إلا الحقيقة فإذا وجدتها عضضت عليها بالنواجذ وما كان يخدعني الزيف فخرجت من معمعة الساحة الثقافية في الثمانينات الهجرية بخلاصات صارت ثوابت في حياتي ومسيرتي الفكرية والثقافية" وقد قال عنه الكثير من الأدباء والمثقفين بالوطن منهم الأديب المعروف عبدالله بن خميس رحمه الله (اقرأوا لهذا الرجل) لأنه جاء على خلفية قراءة ابن خميس رحمه الله لكتاب عن النخيل في المملكة الذي ألفه سعد العفنان وأعجبه أسلوب الطرح والفكر.. حيث نعى الوسط الثقافي في منطقة حائل قامة من قامات الأدب والثقافة في الوطن لغزارة إنتاجه الثقافي وجودة الأعمال التي ألفها والتي كانت حافلة بالعطاء في مختلف المجالات من خلال إثرائه مشهدنا الثقافي بالعديد من الإصدارات والكتب والدارسات وتبنيه للكثير من المبدعين والوقوف بجانبهم بل ان منزله كان ملتقى في تجمع المبدعين والمثقفين ويناقشون مختلف القضايا والأطروحات الفكرية والثقافية التي تعنى بدعم الأدب والثقافة في الوطن والعالم العربي . كما وصف رئيس أدبي حائل الأستاذ نايف المهيلب رحيل الأديب العفنان بمثابة فقد ثقافي كبير بوصفه صاحب فكر عال وعلم من أعمال الأدب والثقافة، مشيرا إلى أن الفقيد رجل ناضل وقدم عصارة جهده وفكره في ميادين الثقافة والكتابة.. وقدم بغزارة المنتج الفكري المتنوع الأدب الجم.. مردفا بأن أن النادي بكافة أعضائه وكافة منسوبيه من المثقفين والأدباء ينعون الفقيد العفنان مشاطرا أسرته وكل محبيه والوسط الثقافي ونسأل المولى جل في علاه أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وكافه محبيه الصبر والسلوان وان يعصم قلوبنا بالصبر والثبات. من جانب آخر قال الدكتور محمد عبد الكريم السيف عن زخم أعمال الفقيد: لقد عمل وأسس قاعدة أدبية مختلفة ومتشربة في كافة المجالات وقدم جهودا مضنية لإبراز المشهد الثقافي في حائل والبعد الاجتماعي والتاريخي الذي خدم به منطقته حائل بتأسيس ثقافة ذات بعد وطني يستلهم همم الشباب ويستنهض المفكرين إلى مضاعفة العطاء والبذل الثقافي.. فيكفيه أنه كان يقتات قوته بنفسه من راتبه وإصدار مؤلفاته وكتبه العديدة بجهده المالي الذاتي.. مشيرا إلى أن رحيل لعفنان يعد خسارة لقامة أدبية رفيعة لأنه كان ذا سمات شخصية أدبية بارزة بتنويع المجالات رحمه الله وما سخره من عمل ثقافي كبير طيلة سنواته الحافلة. أما عمر فوزان الفوزان فأشار إلى أن الأديب العفنان يعد من الرعيل الأول الذين ساهموا في تفعيل الحراك الثقافي بالوطن، وله بصماته الواضحة التي ساهمت في رفد الحركة الثقافية، مستعرضا العديد مما صدر له من المؤلفات في مختلف المجالات، مختتما حديثه عن فقيد المشهد الثقافي بأنه قامة ثقافية رفيعة.. وأن رحيله خسارة لمشهدنا الثقافي نظرا لما قدمه خلال مسيرته الثقافية التي تمت عبر كفاح طويل بين المعاناة والأمل والتفاؤل إذ يعد من الأعلام الذين قدموا الكثير للمثقفين من أبناء حائل تحديدا. فقيد المشهد سعد خلف العفنان تشييع جنازة العفنان يوم أمس في حائل جانب من مكتبته الشخصية