كلمة تاريخية قوية ألقاها أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن خلال حفل جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي . في تلك الكلمة تأكيد على وجود مشكلات ومعوقات كبيرة في واقع التعليم تحول دون انطلاقته نحو الرؤية المستقبلية المنشودة. ومن ابرز تلك المشكلات (المعوقات) هي الجدل حول المناهج، وإضاعه الوقت في هذا الجدل في حين أن مسيرة العلم، والتطور لا تتوقف حتى وجدنا أنفسنا ليس في آخر عربة من القطار، ولكن في قطار آخر يسير بسرعة السلحفاة. ومن المعوقات قضية الاختبارات وطرق التدريس، الدراسات تشير إلى أن التربية الحقيقية هي التي تغوص في أعماق الإنسان لتكشف عن طاقاته فتنميها وهذا الغوص لا يتحقق في المدارس الحالية بل في مدرسة المستقبل المنتظرة التي يفترض أن توجه الجهود نحو تنمية رغبة الطالب في التعليم، وزيادة دافعيته لكي يتعلم كيف يتعلم ثم كيف يترجم معرفته إلى عمل وليس لاجتياز اسئلة الاختبار الورقي! المدرسة المنتظرة يركز فيها المعلم على تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب، والنظر إلى المحتوى في الكتاب المدرسي على انه وسيلة لتنمية قدرات الطلاب على التفكير الايجابي المنتج، وتعزيز ثقة الطالب بنفسه. ومن الملاحظ في حواراتنا عن التعليم أن النقاش يتركز حول القضايا الادارية والمالية والإجرائية أما القضايا التربوية، وطرق التدريس، والإشراف، واكتشاف المواهب والقدرات وبناء شخصية الطالب ليكون إنساناً إيجابياً فاعلًا فإن تلك القضايا لا تحظى بالأضواء الاعلامية، ويتم طرحها بين المختصين بعيدا عن تفاعل المجتمع ومشاركته كما يحصل في القضايا المالية والادارية. وفي ظني أن القضايا التعليمية والتربوية يجب أن يكون فيها مجال للمشاركة في الرأي وان تطرح على المستوى الوطني بالطريقة التفاعلية التي تطرح بها القضايا الإدارية والمالية. ومن ايجابيات هذا الأسلوب إضافة إلى توفير عنصر المشاركة وهو مهم، فانه يساهم في التثقيف والتوعية بأهمية تطوير الأساليب والطرق التربوية المتبعة في المدارس وأهمية مناقشة المناهج بأهدافها ومحتوياتها ووسائلها وطرق تقييمها. وأختم بقصة طريفة قرأتها مؤخرا وقد لا تكون حقيقية ولكن دلالتها فرضت على قلمي الاستشهاد بها. وتقول القصة: في مدينة صغيرة قيل إن المفتش الكبير سيزور المدرسة الابتدائية وبينما كان المفتش بالطريق، تعطل محرك سيارته، ووقف حائرا لا يدري ماذا يفعل. في هذه الأثناء مر تلميذ وشاهد الرجل الحائر، وسأله عما إذا كان في وسعه مساعدته وفي وضعه المتأزم أجاب المفتش : هل تفهم شيئاً عن السيارات؟ أخذ التلميذ الأداة واشتغل تحت غطاء المحرك المفتوح وطلب من المفتش تشغيل المحرك فاشتغل. شكر المفتش التلميذ ولكنه أراد أن يعرف لماذا لم يكن في المدرسة في هذا الوقت؟ فأجابه التلميذ: سيزورنا اليوم المفتش، وبما أنني الأكثر غباء في الصف لذا أرسلني المدرس إلى البيت. (لاتعليق)