منظمات وأحزاب مسلمي سيريلانكا اعترضت بشدة على الاتفاق الذي أبرمته الحكومة السيريلانكية مؤخرا لإشراك متمردي التاميل فى شمال وشرق البلاد فى عمليات إعادة إعمار المناطق المنكوبة بالأعاصير الزلزالية فى ديسمبر الماضي والتي تسببت فى مقتل نحو 30 ألف سيريلانكي وتشريد مليون شخص.. ويقدر أن نصف الضحايا والمشردين هم من المسلمين إلا أنهم ليس لهم دور فى إدارة عمليات الإعمار . وقد جاء الاتفاق الحكومي مع المتمردين بعد رفض المتمردين السماح للوكالات الحكومية بالعمل بمفردها فى إعادة إعمار المناطق التى يسيطر عليها المتمردون الذين طالبوا بأن يتم إشراكهم فى عمليات الإعمار كشرط للسماح للوكالات الحكومية بالدخول والعمل فى مناطقهم . ورضخت الحكومة لمطالب الثوار بعد طول تردد.. وقد اعترض المسلمون السيريلانكيون بشدة على هذا الاتفاق قائلين إن هذا سيؤدي الى تهميش المسلمين وتقوية موقف المتمردين الذين سيستفيدون سياسيا وماليا من الاتفاق. وقد هدد المؤتمر الإسلامي السيريلانكي - الذي يحتفظ بسبعة نواب فى البرلمان - بالانسحاب من التحالف الحاكم إلا أنه تراجع عن التهديد لاحقا ولكنه قد أوضح أنه لن يشارك فى أي نشاط خاص بالإعمار طالما شارك فيه المتمردون التاميل . وطالب رئيس المؤتمر الإسلامي السيريلانكي رؤوف حكيم بإعادة النظر فى الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بسرية تامة وقال إن حزبه سيلجأ الى عدم التعاون مع الحكومة لإجبارها على إعادة النظر فى الاتفاق. وقال ان هذا النشاط لا يمكن أن يتم بدون تعاون المسلمين. وقال رؤوف حكيم ان هذا الاتفاق محاولة لتهميش المسلمين. ويرى المسلمون أن هذا الاتفاق مؤشر على أن الحكومة سوف تتجاهل المسلمين فى أي اتفاق سلام فى المستقبل بين الحكومة والمتمردين. والمسلمون هم أكبر ضحايا التمرد التاميلي المستمر منذ 30 سنة فى شمال وشرق البلاد. وقد شرد المتمردون مئات الألوف من المسلمين من المناطق التى يسيطرون عليها وهؤلاء المشردون لا يزالون يعيشون فى الخيام والأكواخ ورغم الهدنة لم يسمح لهم بالعودة الى بيوتهم وأراضيهم فى المناطق التى يسيطر عليها المتمردون. وكان المتردون قد شردوا 72 ألف مسلم فى أكتوبر 1990 بإعطائهم مهلة 48 ساعة للخروج من مناطق جافنا وكيلينوتشي ومولايتيوو ومانار ولم يسمح للمسلمين الخارجين أن يأخذوا معهم أي شيء مثل السيارات أو الحلي والمنقولات الثمينة فخرجوا بملابسهم على أبدانهم، و52 ألف من هؤلاء المشردين لا يزالون فى معسكرات أو خيام فى منطقة بوتالام وهم يعيشون على معونات الحكومة السيرلانكية والصليب الأحمر ولا يجدون عملا فى المنطقة.. ويقدر إجمالي عدد سكان سيريلانكا الذين تشردوا بسبب الحرب الأهلية ب 800 ألف نسمة. وقد خسر المسلمون وحدهم نحو نصف مليون إيكر من الأراضي بسبب سيطرة المتمردين على مناطقهم. ويمثل المسلمون نحو 8 فى المائة من سكان سيريلانكا البالغ عدهم 20 مليون نسمة وهم ثاني أكبر مجموعة دينية فى البلاد بعد البوذيين.