أعلنت قيادة الجيش اللبناني الاثنين تمسكها بقمع الاخلال بالامن وحفظ السلم الاهلي، في وقت تشهد العاصمة مواجهات بين الجيش ومسلحين على خلفية اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن في انفجار الجمعة، واكدت قيادة الجيش في بيان صادر عنها "تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي"، مشيرة الى ان التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة وان نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة". وشددت القيادة على ان "الامن خط احمر فعلا لا قولا، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاك العامة والخاصة". ودعا جميع اللبنانيين على تنوع انتماءاتهم في مختلف المناطق الى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، وعدم ترك الانفعالات تتحكم بالوضع والمبادرة الى اخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة. وقالت ان الجيش سيتخذ "تدابير حازمة، لا سيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية، ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره". وناشدت القيادة جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي لأن مصير الوطن على المحك. ووقع تبادل اطلاق نار كثيف الاثنين بين الجيش اللبناني ومسلحين في منطقة قصقص ذات الغالبية السنية في غرب بيروت، وتعرض الجيش لاطلاق نار من مسلحين خلال محاولته فتح طريق في منطقة قصقص تؤدي الى الطريق الجديدة، كان قطعها مسلحون. ورد الجيش على النار بالمثل.وكان مصورو فرانس برس افادوا صباحا عن اقدام مسلحين غطى بعضهم وجهه باقنعة سوداء او زيتية اللون وقالوا انهم من تيار "المستقبل" على قطع طرق في مناطق قصقص والكولا وكورنيش المزرعة القريبة من الطريق الجديدة بالعوائق والحجارة والاطارات وحاويات النفايات. وقال مصدر امني ان الظهور المسلح والحوادث الامنية في بيروت وغيرها من المناطق السنية ناتجة عن ردود فعل تقوم بها مجموعات تحظى بغطاء سياسي معين بعد مقتل وسام الحسن في انفجار سيارة مفخخة الجمعة. من جانبه أكد مرجع أمني لبناني أن التحقيقات الأولية أظهرت أن السيارة التي استخدمت في تفجير الأشرفية مسروقة من العام الماضي. وأشار في تصريحات لصحيفة "السفير" اللبنانية إلى أن المحققين في فرع المعلومات يعملون على جمع الأدلة لتحليلها واستثمارها وثمة خيوط أولية "لكن لن نكشف عنها قبل التأكد من صحتها". وأكد أكثر من مصدر أمني أن الحسن كان متكتماً على وجوده في لبنان حتى للمقربين منه ، إذ كان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي قد تلقى اتصالاً من الحسن من رقم خارجي صباح اليوم الذي اغتيل فيه وأخبر ريفي أنه خارج لبنان فيما تبين لاحقاً أن الحسن كان في لبنان قبل يوم واحد.وأشار أكثر من مصدر أمني معني إلى عدم استبعاد يد الإسرائيلي في الجريمة مذكرين بأن الراحل تمكن من توقيف أكثر من 25 شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان وكشف للنظام السوري عن 17 عميلاً إسرائيليا". آليات عسكرية لبنانية تنتشر لتأمين منطقة باب التبانة في طرابلس (رويترز) امرأة تعدو لحماية نفسها خلال مصادمات بين الجيش ومسلحين في بيروت (رويترز)