أجمع الحسّ الشعبي والرسمي اللبناني على أن لبنان بعد اغتيال العميد وسام الحسن لن يكون كما قبله. الاغتيال الصاعق، أعاد عقارب الساعة 8 أعوام إلى الوراء وتحديدا إلى تاريخ 14 شباط تاريخ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وإذا كان اغتيال الحريري قصم ظهر لبنان بالسياسة، فإن اغتيال الحسن قصم ظهره بالأمن في لحظة إقليمية مصيرية تعيشها المنطقة، ووسط تخوّف تتشاطره الدول من انتقال الشرارة السورية إلى لبنان. بالأمس بات واضحا بأن الاغتيال لن يكون عابرا، حتى عبور الطرق من الشمال إلى الجنوب إلى العاصمة بيروت بات متعثرا بسبب قطع أوصال الطرق وإحراق الدواليب من قبل شعب غاضب من اغتيال "وسام الوطن الأمني" الشهيد وسام الحسن. وكثرت الأسئلة التي تعقب عادة في لبنان أي عملية اغتيال: كيف استحكم المجرم بالعميد الذي كان جرس إنذار لعديد من الشخصيات السياسية في لبنان ينبهها من مخاطر استهدافها؟ كيف علم المجرم بأن الحسن عاد من ألمانيا مساء الخميس في السابعة والنصف مساء في حين أن شريكه ورفيقه اللواء أشرف ريفي لم يكن على علم بذلك؟ كيف تمكّن المجرم من كشف المنزل السري للعميد الحسن في الأشرفية؟ كيف تمكن المجرم من رصد سيارته الصغيرة المتغيرة دوما ليحيلها حديدا محترقا وليحيل العميد ذي العقل الأمني الواسع إلى أشلاء لم تعرف إلا من ساعة اليد والحذاء الرياضي؟ من هو هذا المجرم المحترف للقتل الذي يقضي على رجالات الوطن السياسيين والأمنيين ويكشف لبنان على المجهول؟ ولعلّ السؤال الأهم هو إلى متى؟ إلى متى سيبقى لبنان عرضة للاغتيال السياسي وما هي وظيفة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وكيف نثق بالعدالة الدولية ووسام الحسن قد مات واغتيل بدم مجرم بارد. كيف سيكون لبنان بعد وسام؟ وهل من يحلّ مكانه في الأمن؟ لسنا ندري وقد مرّت ثمانية أعوام ولغاية اليوم لم يحلّ أحد البتة محل رفيق الحريري. قبل 8 أعوام قتل صمام الأمان السياسي وأمس الأول قتل صمام الأمان الأمني. رحمك الله يا وسام الحسن، يا عميد الأمن ويا لواء الاستقرار كيف سيكون لبنان من بعدك؟