تفتتح اليوم الأحد في ضاحية " فيلبانت" الباريسية قرب مطار " شارل ديغول" فعاليات أكبر معرض دولي مخصص للأغذية والصناعات الغذائية بمشاركة قرابة مائة دولة. وينتظر أن يزور المعرض مائة وأربعون ألف شخص أكثر من نصفهم من الأجانب. ومن أهم اتجاهات هذه الدورة التي تستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري التعرف على الابتكارات التي تسمح بالاستجابة لرغبات المستهلكين على خلفية تغير عادات الأكل عندهم لأسباب كثيرة منها مثلا الأزمات الاقتصادية الحادة التي تشهدها بلدان كثيرة في الشمال والجنوب والتزاوج بين مطابخ العالم بسبب الهجرة والعولمة وتكثف المبادلات التجارية وبالتالي المواد الغذائية. فكثير من البلدان الأوروبية منها مثلا فرنسا شهدت في السنوات الأخيرة اتجاهين متباينين لدى مستهلكيها تطبع أحدهما من جهة العودة إلى أطباق غير معقدة يمكن إعدادها بسرعة ولكن المستهلكين يلحون على أن تكون مواصفاتها الذوقية وتلك التي تتعلق بسلامة الغذاء فيها أفضل من منتجات الصناعات الغذائية التقليدية. من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية في السنوات الأخيرة من مغبة استمرار فئة الشباب من دون الخامسة والعشرين في تناول أغذية لا تتوفر فيها شروط سلامة الأغذية وتوازنها. وقد تقرر تخصيص ورش في المعرض لتذوق أطعمة جديدة صنعتها شركات فرنسية وغير فرنسية بهدف أخذ تحذير منظمة الصحة العالمية في الحسبان. المنتجات الحلال وتسعى الشركات الفرنسية وغير الفرنسية إلى انتهاز هذا المعرض للكشف عن آخر ابتكاراتها بشأن المنتجات الغذائية التي يخضع إعدادها لمرجعيات ثقافية أو دينية خاصة منها مثلا ما يسمى منتجات " الحلال" بالنسبة إلى المستهلكين المسلمين. ففي فرنسا وسائر بلدان أوروبا الغربية لم يعد أبناء المهاجرين أو المواطنين الذين يعتنقون الديانة الإسلامية يقتصرون على طلب اللحم الحلال، بل إنهم أصبحوا يبحثون عن منتجات كثيرة أخرى خالية من لحم الخنزير أو المواد الكحولية. ويقدر نشاط هذه السوق في العالم اليوم ب 448 مليار يورو في السنة وهي سوق يزيد مستهلكوها على مليار شخص.