نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز يوم أمس المؤتمر والمعرض العالمي الأول عن الغذاء الحلال والمعرض المصاحب الذي تنظمه هيئة الغذاء والدواء. وشدد الأمير سطام بن عبدالعزيز بان المؤتمر يلقى اهتماما كبيرا ودعماً من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله، مرحبا بصفوة علماء الأغذية الموجودين في المؤتمر من مختلف دول العالم ليقدموا للمؤتمر خلاصة دراساتهم وتجاربهم في علوم الأغذية. وقال أمير منطقة الرياض انه يتطلع إلى أن يصلوا بمشاركة علماء الشريعة إلي توصيات تبعث الاطمئنان في نفوس المسلمين على غذائهم، وأنه يتصف بشروط الحلال التي فرضها الإسلام في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، مؤكدا أنه على يقين بتحقيق ذلك. 6 تحديات تواجه صناعة الحلال برغم ضخامته.. والسوق تلفها الفوضى من جانبه أكد الرئيس التنفيذي الهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في إطار توجه قيادة هذه البلاد لرعاية كل ما من شأنه خدمة هذا الدين، وبما يتسق وينسجم مع تعاليمه الربانية السمحة، مضيفا ان الله قد كرم هذه الأرض بان جعلها مهد الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين، ومنها انطلقت رسل هذا الدين إلى كل جهات الدنيا تبشر بهذه الرسالة السمحة، وستظل هذه الأرض المباركة منارة العالم ومناط الاسترشاد الديني ومأرز الدين الصحيح. وأضاف قائلا: لهذا فقد حرصت الدولة على العناية بكل شؤون وشجون المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مشيرا بنفس السياق إلى إن الهيئة العامة للغذاء والدواء تبنت تنظيم هذا المؤتمر العالمي انطلاقاً من مسئوليتها عن رقابة الأغذية المستوردة، حيث تستورد المملكة الغذاء من أكثر من 150 دولة الأمر الذي يحتم الاهتمام أن كل ما يرد للمملكة يفي بالمتطلبات الشرعية علاوة على سلامته وجودته. 640 مليار دولار سوق التجارة الدولية للحلال.. وأغلب الدول المصنعة غير إسلامية وأبان الكنهل إلى إن تنظيم المؤتمر جاءت برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين ومتابعة مستمرة من ولي عهدة الأمين، وتابع حديثة قائلا: ولذا أريد لهذا المؤتمر أن يختلف عن غيرة من المؤتمرات حول الغذاء الحلال حيث عُني بالرقابة، وقد تمت دعوة باحثين في مجال علوم وتقنية الأغذية وأطباء بياطرة وغيرهم من العلوم التطبيقية مع علماء مختصين في مختلف الجوانب الشرعية ومختصين من الجهات الرقابية. وأوضح الكنهل انه بلغ عدد المشاركين بالمؤتمر أكثر من 120 مشارك من خارج المملكة يتداولون أكثر من 60 بحثاً في جميع جوانب الرقابة على الغذاء الحلال من خلال جلسات متخصصة ل (مواصفات الغذاء الحلال، وشهادات الغذاء الحلال، وتجارب الدول في مراقبة الغذاء الحلال، ومراقبة الغذاء الحلال المواد المضافة وطرق تحليل الأغذية). ولفت بأن هناك حلقتي نقاش خصصت أحدهما لطرق التدويخ والذبح وخصصت الأخرى للأغذية المنتجة بالتقنية الحيوية وتقنية النانو والتغيرات الكيمياوية وغيرها بما يعرف بالاستحالة، كما يتزامن مع انعقاد المؤتمر إقامة معرض عالمي متخصص في مجال الأغذية الحلال. صالح كامل: 75% من شهادات الحلال في بريطانيا مزورة وقال إن حلية الغذاء لم تعد تقتصر على طرق الذبح وخلوه من لحم الخنزير ومشتقاته ومن الكحول وإنما أصبحت هذه القضية أكثر تعقيداً وخاصة فيما يخص الغذاء المستورد بحكم التطور الهائل في تقنية إنتاج وتصنيع وتداول الغذاء، مثل استخدام التقنية الحيوية وتقنية النانو ومضافات الأغذية وغيرها كثير، ولذا فإن الوضع يحتم على الدول الإسلامية خاصة وهي تستورد معظم غذائها أن تتفق على معايير ومواصفات موحدة لتسهيل تجارة الغذاء ولكي نكون في مركز قوة لفرض متطلباتنا واشتراطاتنا عالمياً. مبينا إن المؤتمر يجسد النظرة الشمولية لهذا الموضوع، راجيا بأن يخرج بتوجهات وتوصيات تضمن حلية الغذاء على نحو يجعل المسلم أينما كان مطمئناً على مأكله ومشربة. الكهنل: المملكة تستورد الغذاء من 150 دولة ما يحتم إخضاعه للجودة والاشتراطات الشرعية من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور صالح بن حميد بأن فقهاء الإسلام صنفوا في المطعومات كتباً وأفردوا لها أبواباً، وفصلوا أحكامها تفصيلاً ينبئ عن عنايتهم وكبير اهتمامهم بما يأكله بنو آدم، مستندين في ذلك إلى الأصول من الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة، متجردين من العوائد وحب الهوى والشرك والبدع. وأبان أنه للمسلم نظرته الخاصة للغذاء، فهو لا ينظر إليه كما ينظر إليه غيره من جهة اللذة البحتة أو الشهوة المطلقة، وإنما له نظر من الجانب التعبدي فهو يتقوى بالغذاء على الطاعة.. مشيرا إلى أن المسلم ليس بالذي تستعبده شهوته فالغذاء عامل مساعد على القيام بالواجبات وأداء الحقوق. وأضاف أن المتأمل لمدونات فقهاء الاسلام وعنايتهم بسلامة المطاعم والمشارب يدرك بعد نظر هؤلاء الفقهاء وتواصلهم مع مجتمعاتهم في ما يحقق المصالح لتلك المجتمعات وما يدرأ عنها المفاسد، ومن أمثلة ذلك ما نثروه من الضوابط العملية والآداب المرعية في الشريعة والعرف الصحيح المعتبر. الأمير سطام يلقي كلمته من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة صالح كامل أن سوق التجارة الدولية للحلال بلغت في عام 2010 حوالي 640 مليار دولار مشيرا الى ان عدد المسلمين البالغ 1.6 مليار مسلم يمثلون حصة مقدرة من السوق العالمية لذا تهتم الشركات الكبرى بتجارة الحلال. وبين كامل في كلمة ألقاها نيابة عنه أحمد محيي الدين أن هناك كثيرا من التحديات التي تواجه صناعة الحلال تشمل عالمية سوق الحلال ومحلية التعامل معه، والتفسير غير الموحد لمدلول كلمة حلال، والضلال السالبة لمفهوم الحلال نتيجة التخوف الغربي من الإسلام، وعدم وجود جهة مرجعية واحدة لاعتماد الجهات تصدر شهادات الحلال، مؤكدا بان الغالبية العظمى من منتجات الحلال مستوردة من دول غير إسلامية، وان دول منظمة المؤتمر الإسلامي عبارة عن مستورد ومستهلك فقط. وأوضح أن سوق الحلال تميز برغم ضخامته بالفوضى واستغلال كلمة الحلال من غير ضابط شرعي يشرف على معاني ودلالات هذه الكلمة، كاشفا بان الوضع الحالي يسيطر عليه وتستفيد منه جهات ومؤسسات بعينها، وعليه ان الأوان لنا كمسلمين لكي نتولى تنظيم هذا الأمر ولا نترك الحبل على الغارب ونصبح مجرد متفرجين ومستهلكين لهذه المنتجات ونحن لا ندري ما مصدرها ومن أجازها وما الإمكانات المتاحة لتلك الجهات من حيث القدرات والمعامل والتدريب والكفاءات العاملة في الحقل. الأمير سطام يتسلم هدية تذكارية من «هيئة الغذاء» وضرب صالح كامل مثالا حيا على الفوضى في هذا المجال ما جاء في مؤتمر نظمه المجلس الإسلامي الأوروبي في بروكسل ببلجيكا بشهر مارس 2010م حول الحلال حيث ورد أنه في بريطانيا وحدها وجد بعد الفحص ان 75% من شهادات الحلال هي شهادات مزورة. وتشارك دول غير إسلامية مهتمة بتصدير "الغذاء الحلال"، وهي أمريكا والبرازيل والهند وفرنسا وروسيا وكندا وإيطاليا وكرواتيا ونيوزيلندا، في فعاليات المؤتمر، وكثير من دول الأغلبية المسلمة مثل مصر وبنغلادش والإمارات وماليزيا وتركيا، بجانب عشرات المؤسسات الأهلية المعنية بإنتاج وتصنيع الأغذية الحلال في العالم، من بينها مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والهيئات والمؤسسات الخليجية ذات العلاقة، والشركات والمؤسسات المحلية المعنية بإنتاج وتجارة الأغذية الحلال، وهيئات الإشراف على الذبح الحلال المعتمدة من رابطة العالم الإسلامي في الدول التي تصدر لحوم حلال إلى المملكة. ويناقش المؤتمر سبعة محاور رئيسية عبر 60 ورقة عمل أسس ومبادئ الغذاء الحلال في ضوء الكتاب والسنة والبعد الاقتصادي والاستراتيجي لتجارة الأغذية الحلال على مستوى العالم وأنظمة، ولوائح إصدار شهادات الغذاء الحلال والرقابة والإشراف على الأغذية الحلال خلال جميع مراحل الإنتاج بجانب تجارب بعض الدول الإسلامية في مجال الرقابة على الأغذية الحلال، وطرائق الكشف عن المواد المحرمة والملوثة في الأغذية التي تحمل شعار "حلال"، وجهود الدول والهيئات والمنظمات لتعزيز ودعم إنتاج الأغذية الحلال. الكهنل متحدثا في المؤتمر ومن بين أوراق العمل أساليب الذبح الحديثة باستخدام الصعق الكهربائي وغرف الغاز ومنتجات الهندسة الوراثية وتقنية النانو لعرضها من منظور شرعي وعلمي بهدف الخروج بأحكام شرعية متفق عليها حول حلية استخدام هذه الأغذية. وحدد المؤتمر خمسة أهداف رئيسية من انعقاده من بينها التعريف بالمفهوم الشرعي للأغذية الحلال ومنافعها من منظور علمي، والتعرف إلى الجوانب الاقتصادية لتجارة الأغذية الحلال في ظل الزيادة في الطلب على هذه الأغذية في جميع أنحاء العالم، وتوثيق الصلة وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية الرقابية على الأغذية، والجهات الأهلية على المستوى الإقليمي والعالمي بهدف تبادل المعلومات ونقل الخبرات والتعرف إلى التقنيات العلمية الحديثة المتعلقة بطرائق التحليل للكشف عن بقايا أو ملوثات من المواد المحرمة في الأغذية التي تحمل شعار "حلال". جناح «الرياض» في المعرض وسيقام معرض (متخصص في مجالات الغذاء الحلال) مصاحب لفعاليات المؤتمر لإطلاع المشاركين والحضور من المهتمين والمختصين على آخر ما تم التوصل إليه في هذه المجالات، ويتوقع أن يشارك عارضون من الهيئات الحكومية والدولية ومن القطاع الخاص يمثلون النشاطات المختلفة من شركات ومصانع الغذاء وشركات أجهزة تحليل ومعدات مصانع الغذاء وهيئات معنية بالغذاء الحلال على المستوى الوطني والعالمي. أمير الرياض يستمع إلى شرح من الكهنل عن أقسام المعرض