عقد على هامش "الأسبوع العلمي السعودي" في أوساكا الذي تنظمه وزارة التعليم العالي ندوتان الأولى عن ( دور الإعلام في تعزيز الحوار الثقافي السعودي الياباني) بمشاركة السيد كوجي سايشو، د. فايز بن عبدالله الشهري، د. فهد بن عبدالله الطياش، السيد هيسايوكي تاتسومي ، د. علي بن شويل القرني. وقد استعرض د.الشهري في ورقته "مفهوم الحوار الثقافي" وفقا لمفهومه العام المتضمن وجود آليات مرنة للتبادل المعرفي والحوار الذي يمكن كل طرف من فهم واستيعاب المكونات الثقافية لدى الطرف الآخر، في سبيل تعايش حضاري بين الشعوب يمكن اطراف الحوار من تبادل المعرفة وتبادل المنافع.. إضافة إلى ما تناوله الشهري خلال حديثه عن الصورة النمطية لمفهوم وممارسات الحوار الوطني والمعوقات الحضارية والثقافية والسياسية التي اعاقت اكتمال الحوار الثقافي في عصر الاعلام التقليدي وصراع القوى الكبرى وحرب الاستقطابات السياسية والفكرية. من جانبه قال د.الطياش: تميزت العلاقات السعودية اليابانية المشتركة بالتطور التدريجي المبني على مساعي الفهم و بناء المصالح المشتركة، إذ لم يكن لدى أي طرف ما يدعو إلى القلق من الآخر، وإنما مصالح تنمو وتحتاج إلى تطوير من خلال حوار اتصالي يعزز تلك الصالح ويحافظ عليها.. مشيرا إلى ما لعبه الاتصال الإنساني والإعلامي من دور بارز في طبيعة هذا الاتصال و قنواته، عطفا على تأثير الرسائل الموجهة إلى الجماهير من خلالها. أما الندوة الثانية ، فكانت عن " مستقبل الشراكة السعودية اليابانية" بمشاركة د.خالد بن سليمان الدامغ، السفير محمد بشير بن علي كردي، السفير فيصل طراد سفيرالمملكة لدى الاتحاد الاوربي وبلجيكا، د. كيوشي يامادا.. حيث تحدث كردي عن مستقبل الشراكة قائلا: لابدَّ منَ الإشادةِ بزيارةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ العزيزِ إلى اليابانِ في خريفِ عام 1998 - حين كان وَليًّا للعهدِ - وافتتاحِه مبنى السفارةِ الحالي الذي يرمزُ إلى الرغبةِ الصادقةِ والأكيدةِ في تنميةِ العلاقاتِ بين بلدينا وإقامَةِ الشراكةِ المُتكافئةِ والمتوازنةِ بما يعودُ على بلدَينا وعلى الدولِ الآسيويَّةِ الواقعةِ بين بلدَينا بالفائدةِ والخيرِ. فكلا بلدَينا يحتضنانِ القارَّةَ الآسيويَّةَ أمَّ الحضاراتِ التي تستحقُّ منَّا جميعًا ردَّ الجميلِ لها بمُساعدةِ شعوبِها على التمتُّعِ بحياةٍ أفضلَ. وأضاف المحاضر بأنه في في تلك الزيارةِ الكريمةِ تمَّ إبرامُ العديدِ من الاتِّفاقيَّاتِ المُؤسِّسةِ لشراكةٍ متكاملةٍ بين بلَدينا، وقدْ بَدأنا نلْمسُ ثمارَها في العديدِ منَ المشاريعِ العلميَّةِ والاقتصاديَّةِ في بلدِنا، يقابِلُها مئاتُ المُوفَدين للدراسةِ العاليةِ، ومثلُهُم للتدرُّبِ على تنفيذِ المشاريعِ الصناعيَّةِ والتقنيَّةِ. ونتطلَّعُ برغبةٍ صادقةٍ إلى تعميقِ تلك الشراكةِ لتتناولَ العديدَ من جوانبِ التنميةِ وبناءِ الكوادرِ البشريَّةِ، فاليابانُ دولةٌ رائدةٌ في هذا المجالِ. وأضاف كردي بأنه من ثمار الشراكة التي نتطلع اليها إقامة مراكزَ ثقافيَّةٍ في العديدِ مِن مُدنِ البلدَين، تُعنَى بتعليمِ اللغتينِ والتعريفِ بالثقافتينِ والمُشاركةِ في ترجمةِ الكتبِ والمراجعِ العلميَّةِ والأدبيَّةِ، وفتحِ مكاتبَ إعلاميَّةٍ في كلا البلدَينِ توفِّر للصحافيِّينَ حُرِّيَّةَ التنقُّلِ ونقلِ الخبرِ الصحافيِّ مُباشرةً ليكونَ أكثرَ مِصداقيَّةً، وتنشيطُ حركةِ السياحةِ.. تجدر الإشارة إلى أنه تقنيات "العرض ثلاثي الأبعاد" جذبت إليها زوار "الأسبوع العلمي الثقافي السعودي" بأوساكا حيث قامت الملحقية الثقافية السعودية باليابان مع المبتعثين باستخدام تقنيات تصوير ثلاثية الأبعاد بكمرات خاصة لتقديم شرح عن المملكة وثقافتها والمنجزات التنموية التي تعيشها للزوار باللغة اليابانية في جناح المملكة.. حيث تعد المملكة الدولة الوحيدة على مستوى اليابان التي استخدمت مثل هذه التقنيات في المناسبات الثقافية.. وقد شهد العرض إشادة الزوار.