لا يختلف اثنان على أن ما شهدته المملكة العربية السعودية من تطور صحي، كان وبحق علامة فارقة في تاريخها، بل ووضعها في مصاف الدول المتقدمة في الخدمات الصحية على مستوى العالم. إن الخدمات الصحية بالمملكة العربية السعودية ذات تاريخ ومسيرة طويلة، بدأت قبل توحيد المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1319ه، وتدرجت في التطور حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وصلت إلى المستوى الرفيع الذي جعل كثيراً من مستشفيات المملكة مستشفيات مرجعية لكثير من مواطني الدول الشقيقة المجاورة، والدول الصديقة. وأذكر هنا أن مستشفيات ومراكز مغربي، قد واكبت مراحل التطور الصحى بالمملكة، ففى البداية كان مستشفى الوالد د. أمين مغربي أول مستشفى متخصص في العيون، بإمكانات ذلك الوقت، الذى كان لا تتوافر فيه التكنولوجيا، ولا الخبرة الطبية الكافية، التى تتواءم مع تطلعات الخطط التنموية للمملكة. ومن هذا المنطلق تم انشاء مستشفى مغربي جدة، من خلال أول قرض في تاريخ المملكة تمنحه الدولة للقطاع الخاص للنهوض بالرعاية الصحية. إن مغربي جدة كان أول مستشفى في الشرق الأوسط يطبق مبدأ التخصصات الفرعية في طب العيون، كما أننا أول من استخدم الليزر في جراحات العيون، وتواصلنا مع تطوره حتى أدخلنا تقنية الفمتليزر ثانية من خلال استقطاب أول جهاز من أمريكا بالشرق الأوسط، وهو جهاز الانتراليز، وكذلك كنا أول من قام بزراعة القرنية، وتركيب العدسات الثابتة، حتى أن مغربي كان له السبق العالمي بابتكار أسلوب جديد في زراعة القرنية، يطبقه أطباء العالم حتى الآن. إن مستشفى مغربي جدة أول من أجرى عمليات المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية، ونحن الآن - وهذا العام بالتحديد - أول من أدخل تقنية الفمتو كتاركت في عمليات المياه البيضاء بالشرق الأوسط. ومن الخطوات المهمة في تاريخ مستشفيات ومراكز مغربي - التى أعتز بها شخصياً - أننا لم ندخر وسعاً في اكتساب الخبرات العالمية، فكان برنامجنا الطموح في ابتعاث الكوادر الطبية والفنية إلى أعرق الجامعات والمعاهد العلمية، خاصة في أمريكا وأوروبا؛ لجلب آخر المستجدات أولاً بأول. وفى هذا الإطار تأتى إستراتجية مغربي من إدراكها مدى الاحتياج للخدمات الطبية المتميزة ولذلك نحن نتجه إلى التوسع داخل المملكة للوصول بخبرات وخدمات مغربي إلى كل مدن المملكة إن شاء الله. إن تطور الخدمات الصحية بالمملكة وتاريخها، ومنطقة الرياض خاصة، جدير بالاهتمام والدراسة، فهو خير شاهد على ما بذله الملك عبدالعزيز، والذين خلفوه من أبنائه من الملوك، من آل سعود، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله.. لقد مرت الخدمات الصحية بمنطقة الرياض، ومدينة الرياض خاصة، بمشوار طويل حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، لما وجدته من رعاية تامة من القائمين بأمر المملكة. وما من شك أن الدولة قد أدركت - منذ وقت طويل - أهمية القطاع الخاص وضرورة مشاركته في خطط التنمية المتعاقبة، لاسيما في قطاع الصحة بكل تخصصاته ومجالاته.