لن يختلف النساء منا ولا الرجال على أن المرأة غالباً في مجال العمل أكثر انضباطية وتنظيماً، وأحياناً إبداعاً وابتكاراً من الرجل، وليس فيهن نماذج (وقع أو ابصم ثم اسرح وتسكع وعد وستجد من يغطي عليك)، والمهم وقت توقيع أو بصمة الانصراف، وإن وجد ففيما ندر ولن نخوض في الأسباب حيث إن موضوعنا آخر، وغير ذي صلة مباشرة بيد أنه من باب ذكر شيء من المحاسن قبل التركيز في الحوار الذي سنخص فيه من النساء الموظفات (الست المديرة) أي من تربعت على كرسي القيادة والإدارة والريادة ونحتار في وصف تلك المرأة بسلامة الطيبات والمتميزات منهن لأن المرأة قياساً بالرجل أكثر صرامة وتصلباً واستبداداً، وفيها قسوة مع بنات جنسها بالذات وستؤيدني الكثيرات من صاحبات التجارب المريرة ممن عايشن الأوضاع وفي أقوالهن شهادة مجرب، وأذكر أني شهدت ذكراً لتلك المسألة واستشهد بها (د. طارق الحبيب) في إحدى حلقاته المنمقة والمختارة بعناية والتي تتحدث عن القيادة والقادة وقال عن كثرة الشكوى من المرأة مع المرأة، لذا سيلتقي في علة الإدارة النسائية رأي مجرب وطبيب، وشقوق الحال أكبر من رقاع سيجتمع النساء لسدها. ما هو السر، وما المعنى؟ هذا ما أتمنى أن نتوصل إليه، يذهب بالي للظن أن للطبيعة العاطفية دخلاً في ذلك، وأتساءل هل لأنها عاطفية فمشاعرها تتحكم في جل أمورها فتحيد عن طريق الواقعية والمنطقية والعملية والتشبث بالحق، رغم أن تلك السمات يفترض أن يعتنقها من اعتلوا السلم الوظيفي كمديرين، وبات الأجدر بهم تسييس زمام الأمور بحنكة وحيادية ومنطقية ووعي وتذكر لواجب راعٍ مسؤول عن رعيته وسيسأل عنهم؟، هل المرأة تحكمها مشاعرها وعواطفها وشكوكها وتصدق حدسها صدقاً أو كذباً، وغيرتها تنعكس سلباً على أسلوبها بالعمل وربما علاقاتها المهنية، وتقديرها لمن حولها بطابع عاطفيتها؟!. .. كثيراً ما نلاحظ أن بعض المديرات لا تكاد تميز الفرق بين من يعمل معها ومن يعمل عندها، لا تستوعب أن الزميلات لسن إلا فريق عمل يعمل معها، لا يعاملن كخدم في منزل وهي رب النعمة فيه، تحتاج بعض المديرات لمن يذكرها أن الوضع لا يعدو عن كونها الأكبر سناً أو خبرة أو أعلى درجة علمية أو ممن خدمهم الحظ أو حتى الوساطة فتقلدت ذلك المنصب، وكل ذلك لا يمثل بعداً منطقياً يجعلها تبحث في مرؤوسيها عن إمعية، أو معية وتبعية وتأييد وموافقة تامة، والبعض منهن التقدير لديها لمن تؤدي دور الجاسوسية والعين الخفية لها، أو المتملقة. .. الإدارة النسائية وما أدراك ما الإدارة النسائية أحياناً بودك أن تنصب لها تذكيراً بقول المصطفى "صلى الله عليه وسلم": (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به)، والتذكير عام ففي الرجال خير وبركة وإن كانوا الأقل ضرراً كماً وكيفا، فالرجل إن جار يعاديك وينكد في إطار العمل بينكما، إنما المرأة قد تتسلط حتى على لباسك وسائقك والمقربات لك في العمل. .. يا معشر النساء أردتن العلم فتعلمتن، والعمل فانتشرتن في كافة القطاعات، وتمنيتن الوصول لأعلى المراتب وها أنتن تغازلن الكراسي الوزارية، فليت أن يحف تلك الخطوات شكر على النعمة يعبر عنها بالتزام وإنصاف وعدل ورجاحة عقل، وتبرهن على الحكمة والمنطق السديد واستحقاق لما حققتن ووصلتن إليه بعيداً عن رعونة طبع حواء إن تسلطت، وأعيد وأكرر لمن يغضب وتأخذه العزة بالإثم حد ضعف التركيز أن القصد لا يحمل معنى التعميم.